لو فاز أحمد شفيق في جولة الإعادة فهذا يعني عودة النظام السابق.. هكذا يردد البعض ولو فاز محمد مرسي فهذا يعني أيضا عند البعض الآخر اعادة لسياسة النظام السابق الذي يملك كل ادوات السلطة في يده!! لست مع أصحاب الرأي الأول الذي يري في شفيق عودة لنظام مبارك لأنني ببساطة شديدة أصبحت علي قناعة تامة ان نظام مبارك لا يمكن أن يعود كما كان عليه قبل 25 يناير 2011 ولا يمكن لأي نظام جديد أيضا ممارسة نفس ممارساته.. فالشعب عرف طريق الديمقراطية في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية التي اذهلت العالم بنزاهتها وشفافيتها بعد ان تابعها الجميع علي الهواء مباشرة.. بل وحظيت باهتمام دولي فاق الاهتمام بالانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت قبل "المصرية" بأيام!! أعرف ان نتيجة الجولة الأولي كانت في نظر البعض "صادمة" و"كارثية" خاصة بعد خروج مرشحي الثورة من السباق وابرزهم حمدين صباحي الذي نجح في انتزاع اصوات الناصريين وشباب الثورة وطلاب الجامعات ونخبة كبيرة من المثقفين وكاد يقترب من سباق الإعادة لكنه حل ثالثا بفارق لا يقل عن 700 ألف صوت تفوق بها أحمد شفيق عنه. ان نزاهة انتخابات الجولة الأولي رغم ما شابها من مخالفات صغيرة لم تؤثر علي النتيجة العامة يجب أن تبطل كل الأصوات التي تطالب باعادة الانتخابات أو نزول مرشحهم الخاسر جولة الإعادة مع التلويح بقانون العزل السياسي الذي لم يتم الفصل في دستوريته بعد وبالتالي فإن تظاهر انصار أي مرشح خاسر ليس له ما يبرره طالما ارتضينا بديمقراطية الصندوق. ازعم ان اكثرنا تفاؤلا لم يتخيل أن يشاهد انتخابات الرئاسة بهذا النحو ويتابع عمليات الفرز علي الهواء مباشرة لدرجة ان مراسلة فضائية عربية اخبارية شهيرة شاهدناها وهي تجلس بجوار القاضي اثناء عملية الفرز والفضل كل الفضل يرجع إلي ثورة 25 يناير وإلي المجلس العسكري الذي وعد فأوفي لنشاهد أول انتخابات رئاسية حقيقية في مصر ظلت نتائجها الأولي غير معروفة حتي اليوم الثاني من عمليات الفرز. نعود إلي مرسي وشفيق فرسي رهان جولة الاعادة والتي أراها ستكون ساخنة نظرا لفارق الاصوات الضئيل فيما بينهما والذي يقترب من 250 ألف صوت لصالح مرسي.. فريق أحمد شفيق يغازل شباب الثورة وكل الذين ينادون بالدولة المدنية الحديثة.. أما فريق محمد مرسي فهو يراهن أو بمعني أدق يضمن أصوات الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح التي تزيد علي 4 ملايين صوت فيما فشل في استقطاب انصار حمدين صباحي وعمرو موسي!! بالحسابات والأرقام لو بقيت نسبة التصويت في جولة الاعادة علي ما كانت عليه في الجولة الأولي وهي 46% لفاز مرسي بالسباق الرئاسي أما لو زادت نسبة المشاركة فأي زيادة ستصب في صالح أحمد شفيق.. خاصة إذا علمنا ان أكثر من نصف عدد الذين يحق لهم الادلاء بأصواتهم عزفوا عن المشاركة في الجولة الأولي ولم يقولوا كلمتهم بعد.. اعتقد ان هؤلاء هم الرهان الحقيقي!!