* ليست محاكمة القرن وحدها التي يمكن وصفها بأنها مسرحية هزلية.. فبعض القوي السياسية والثورية هي الأخري تؤلف وتخرج كل يوم وآخر مسرحيات هزلية فبعد أن فشلت هذه القوي بفضل تشرذمها وانفكاكها في السيطرة علي الثورة وخلق قادة لها يتوحدون وراءهم بدأت في تقديم مسرحيات هزلية لن يكون آخرها ما وصفوه بوثيقة العهد وما قبلها من وثائق وما بعدها من اقتراحات ليس لها سند من واقع أو قانون مثل اقتراح المجلس الرئاسي وغيره وياليتهم حتي يتحدوا وراء مطلب واحد وها هم الآن يدركون أن الفلول علي الأبواب وأن النظام البائد امتص الثورة وليس الإخوان هم الذين سرقوها. * كل فريق أو مجموعة فرقاء يجلسون ويكتبون شروطاً ووعوداً ويطرحونها علي مرشحي الرئاسة للتوقيع عليها ليكون عندنا "مرشح ماضي ومرشح مش ماضي" قمة الهزل الذي لا يحدث حتي في بلاد الواق واق وكأن الرئيس القادم سيكون طرطوراً ويدخل قصر الرئاسة وعليه ورق.. وكأنه ملزم بهذا الورق المسمي وثيقة ويدين له ولا يدين لدستور البلاد الذي تعهد أن يلتزم به كما يتم وضعه بواسطة لجنة المائة. * إن أي رئيس أو مرشح يصل إلي كرسي الرئاسة وهو موقع علي مثل هذه الوثائق التي يصنعها بعض كثيري الكلام قليلي الفعل لا يستحق الفوز لأنه سيكون خاضعاً لفرق وقوي فشلت في تحصين الثورة والتوحد خلفها.. إن ولاء الرئيس لن يكون إلا للشعب وللدستور الذي وضعه الشعب ولا يجب علي أي قوي أن تأخذ عليه تعهدات أو شروطا وإن كان لديها ما تتوجس منه فلتذهب وتضعه في الدستور فهو مازال قيد البحث وتحت الإعداد. * كل ما أتمناه أن يفكر الجميع بعقلانية وجدية ويعرفوا أن العجلة تدور إلي الأمام وأن العجلة ذاتها تجاوزت أولئك غير المؤهلين لقيادة المرحلة وذهبت إلي القوي الجاهزة وهي قوي ثورية أيضاً سواء وافق الآخرون أم أنكروا وهي القوة الوحيدة علي الأرض التي استطاعت أن تحسم نجاح الثورة وكان النظام البائد يرتعد منها ويحسب لها ألف حساب.. بل إن هذا النظام استهان بمظاهرات 25 يناير عندما علم قبلها أن الإخوان لن يكونوا فيها وتأكد أنه قادر علي فضها ولكن عندما حدث العكس كانت الثورة وتمت الإطاحة بالنظام.