أكد المشاركون في اللقاء العلمي الذي عقدته مشيخة الأزهر وضم مجموعة من علماء الأزهر و25 من أساتذة وطلاب جامعة النمسا أن الأزهر مارس عبر عصور مصر المختلفة دوراً علمياً وتاريخيا بل دوراً وطنياً نهضوياً رائدا. فمن رحابه انطلقت المسيرات المنددة بالاحتلال الفرنسي ثم الانجليزي. بالاضافة إلي كونه يمثل جامعة إسلامية عريقة تحتضن كل مسلمي العالم باختلاف ألوانهم ولغاتهم وجنسياتهم. قال د.محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار إن الأزهر عاني كمؤسسة طوال عقود النظام السابق من تراجع دوره التاريخي. والآن وبعد مرور عام علي نجاح الثورة المصرية برز دوره كمؤسسة وطنية جامعة تطلق المبادرات. وتوحد الجهود. وتحل الخلافات من أجل استقرار الوطن. أكد أن الأزهر يمارس دوراً وطنياً معروفا تاريخياً وحضارياً ولا يمارس السياسة. فأبوابه مفتوحة لكل أبناء الوطن. ولا ينحاز لأي فصيل سياسي أو ديني علي حساب آخر. وليس طرفا في أي معادلة سياسية أيا كانت. والحقيقة أنه عندما تستضعف مصر يستضعف الأزهر ويصيبه ما يصيبها.. موضحا إيمانه بأن الأزهر الأخ التوءم للقاهرة فإذا كانت مصر كلها قد أصابها الخلل فإن الأزهر قد تسرب إليه هذا الخلل بدرجة ما ككل المؤسسات المصرية. لأنه لا يعيش في كوكب آخر منعزلا. بل يعيش علي الأرض. أضاف : من الإنصاف أن نؤكد أنه كان دائما في الأزهر عقول تدرك مواطن الخلل. وكانت مستعدة للإصلاح. وعندما أتتها الفرصة المناسبة بوصول فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب الي مشيخة الأزهر. انطلق قطار الاصلاح بدءا بالتعليم الأزهري. وتكثيف الحوار الجاد بين الاسلاميين والعلمانيين. وبين أصحاب المذاهب الاسلامية المختلفة. وبين المسلمين وغير المسلمين من المسيحيين واليهود وليس الصهاينة الإسرائيليين الذين يمارسون ضد الفلسطينيين أقصي درجات العنف. والإقصاء. والقتل. ومصادرة الأراضي. فالأزهر لا يقبل أي اتصال من أي نوع مع هؤلاء. أشار إلي أنه عندما أتت الثورة المصرية تلك المعجزة الإلهية. نهض الأزهر بسرعة. ووضع كفه في كف مصر وشعبها. وبدأ يستمد قوة من قوة مصر الجديدة. التي استفادت وستستفيد من قوة الأزهر. باعتباره بيتها ومرجعها وأسرتها التاريخية العريقة. قال د.محمود حمدي زقزوق عضو مجمع البحوث الاسلامية أمين عام بيت العائلة إن بيت العائلة مبادرة أطلقها شيخ الأزهر في ديسمبر 2010 عقب أحداث تفجيرات كنيسة سيدة النجاة في العراق. وهو هيئة مصرية عليا بها ممثلون عن الأزهر والكنائس المصرية. وشخصيات كبري من غير الأزهر ومن غير الكنائس مسلمين ومسيحيين وعلماء متخصصين في كل أنواع العلوم الاجتماعية والدينية والإنسانية والقانونية. أضاف : لبيت العائلة مجلسان : مجلس أمناء. ومجلس تنفيذي. وله هدفان أساسيان هما : إصلاح الخطاب الديني المسيحي الإسلامي والتركيز علي القيم المشتركة العليا مثل : قيم العلم والحق والسلام والعدل والتنمية والنهضة. وبث هذا الخطاب عبر وسائل الإعلام وتدريسه ربما في بداية العام المقبل للطلاب المصريين في المدارس مسلمين ومسيحيين فالمسيحية دين المحبة. والإسلام دين الرحمة. ونحن نريد لمصر أن تنهض بالمحبة والرحمة. أما الهدف الثاني لبيت العائلة فهو : دراسة الأسباب الحقيقية للاحتقان الطائفي. بعد دراسة المشاكل الاجتماعية والسياسية التي أدت الي ذلك. والتي كانت تلبس ثوب الدين. بحيث تقوم اللجنة بالفصل بين الأسباب الدينية والسياسية. لمعرفة ما إذا كانت المشكلة سياسية أو اجتماعية. فيطالب الجهات المختصة بحلها. أما إذا كانت خاصة بالدين فسيتدخل بيت العائلة لحلها.