نتائج الانتخابات الرئاسية جاءت مفاجئة للشعب المصري حيث كان من المتوقع أن يسفر التغيير الذي شهدته الساحة السياسية عن فوز القوي الثورية إلا ان ما حدث كان العكس فصار المصريون بين خيارين أحلاهما مر في جولة الإعادة إما أن يختار الفلول وما يصاحبه من هواجس العودة للنظام السابق بكل جبروته واعتقالاته واستبداده أو أن يختار الإخوان وما يحملونه من مخاوف فرض دولة دينية تحول مصر لأفغانستان جديدة فيعيش الشعب طوال الوقت يكفر عن ذنوب لم يرتكبها. لاشك ان من أجمل ما أفرزته الثورة هو شعور المصريين بالديمقراطية حتي ولو كانت صورية فوقوفهم لأول مرة في طوابير الانتخابات ثم النتائج التي تقل بكثير عن نسبة 99.9% التي كانت تقرها الانتخابات السابقة تجارب تستحق الإشادة.. فنظرا لأننا نعيش سنة أولي ديمقراطية ولأننا نحبو خطواتنا الأولي نحو بناء الدولة الجديدة فإنه يجب علي الجميع الرضا بنتائج الانتخابات حتي ولو كانت غير منطقية لأن الشعب المصري اصبح لديه من الوعي والنضج السياسي ما يستطيع أن يوجه به الرئيس القادم نحو تحقيق مطالبه ايا كانت توجهاته سواء فلولية أو اسلامية ومحاسبته أولا بأول علي انجازاته للنهوض بالبلد فقد نفض الشعب عنه قيود العبودية وهو ليس علي استعداد لأن يعود لها مرة أخري ولن يسمح بعودة سياسة التكويش التي كانت سائدة. لقد قال الصندوق كلمته ولطالما قبلنا بإجراء انتخابات فكان يتوجب علينا احترام النتيجة مهما كانت لأنها في جميع الأحوال لم تكن لتعجب كافة طوائف الشعب المختلفة فإذا فاز الثوريون سيغضب الاسلاميون وإذا فاز الفلول سيثور الثوريون وهكذا لأن كل طائفة لا تريد أن ترضي بالأمر الواقع وتقتنع بتوجهات الآخرين حتي ولو كانت أغلبية. ان العنف وحل مجلسي الشعب والشوري ورفض نتيجة الانتخابات ليس كل هذا هو الحل لأنه سيعيدنا مرة أخري لنقطة الصفر ومربع ما قبل الثورة وساعتها لا نعرف رد فعل المجلس العسكري الذي قد يفاجئنا ويلغي الانتخابات الرئاسية والإعادة ويفرض الحكم العسكري في البلاد ساعتها ستكون الطامة الكبري وتدخل البلاد في حرب أهلية لا يعلم سوي الله سبحانه وتعالي تبعاتها. وفي النهاية لابد أن يهدأ الشعب خاصة ان الحكم علي مبارك بعد ساعات وهو بالتأكيد لن يعجب اتباعه وسوف يحاولون العبث في الأرض مهما كان الحكم.. وعلينا أن نختار أحد المرشحين حتي وان كان كلاهما مر.