تستكمل اليوم محكمة جنايات بورسعيد الاستماع إلي باقي شهود الاثبات في قضية مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شخصا وقررت المحكمة ندب لجنة فنية ثلاثية من اتحاد الاذاعة والتليفزيون للانتقال لاستاد بورسعيد ومعاينة غرفة التحكم والهارديسك الرئيسي ومضاهاتهما ب "ال 45" اسطوانة المحرزة في القضية. كانت الجلسة قد شهدت حالة من الهرج والمرج ومشادات ومشاحنات وذلك بعدما وصف خالد قراعة المحامي وأحد المدعين بالحق المدني ووالد أحد شهداء المجزرة بأنها هجوم إسرائيلي منظم علي الضحايا لايقاع الفتنة مع أهالي بورسعيد مطالباً باثبات ذلك فتدخل دفاع المتهمين مؤكدين أنهم لا يسمحون لأحد أن يتلفظ بكلمات خارجة ضد ابناء بورسعيد وشعبها وهنا صفق المتهمون من داخل القفص وأطلق احدهم صافرة بفمه ووقعت مشادات بين أهالي الضحايا وبين هيئة الدفاع فتدخل المستشار صبحي عبدالمجيد رئيس المحكمة بشدة قائلا للمحامين "رجال القانون لابد وان يكونوا قدوة للجميع واحنا مش جايين نتفرج علي بعض وطلب منهم الالتزام بالهدوء والبعد عن المشاحنات حتي الانتهاء من تلك القضية التي تهم الشعب المصري بأكمله". واستعان بقوات الأمن للفصل بين محامي المتهمين وأسرهم وبين المدعين بالحق المدني وأهالي الضحايا. كما شهدت الجلسة العديد من المفارقات الغريبة حيث تبادل المتهمون الضحكات والقفشات بين بعضهم البعض داخل القفص وبينهم وبين ذويهم من خارج القفص كما قام أربعة متهمين باداء صلاة الظهر جماعة داخل القفص اثناء الاستماع إلي شهود الاثبات في القضية. كانت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد وعضوية المستشارين طارق جاد ومحمد عبدالكريم وبحضور محمود الحفناوي رئيس النيابة بأمانة سر هيثم عمران ومحمد عبدالهادي وأحمد عبداللطيف قد عقدت جلستها في الساعة الثانية عشرة ظهراً حيث انتظرت حضور الشهود حتي الانتهاء من اداء الامتحانات حيث ان معظمهم طلاب بالجامعات والمدارس. استمعت المحكمة إلي الشاهد محمد عبدالوهاب حافظ والذي أكد أنه شاهد مجموعة من اصدقائه يموتون أمام عينيه من جراء اعتداءات جمهور النادي المصري عليهم فاحضر الدفاع عن المتهمين خريطة توضيحية للاستاد ومطابقة اما أعدته النيابة العامة في تحقيقاتها وطلب من الشاهد تحديد النقطة التي كان متواجداً بها وقت الاعتداء وهنا احتج خالد قراعة أحد المدعين بالحق المدني ووالد أحد الضحايا علي السؤال قائلا للمحكمة "الناس ماتت في المباراة واحنا بنموت في المحكمة" وهنا شكك الدفاع في المدعي بالحق المدني مؤكداً انه يملي علي الشاهد أقواله وطلب منه الدفاع ان يغير مكان جلسته وينصرف من خلف الشاهد مما أدي إلي نشوب مشادات بين الطرفين. أضاف الشاهد أنه استنجد بقوات الأمن التي كانت متواجدة بالاستاد الا أنهم اكتفوا ب "الفرجة" والمشاهدة للاحداث كما ان جماهير بورسعيد قامت بالقاء الطوب علي مدرج النادي الأهلي بين الشوطين من جانب الممر المجاور للمدرج من الناحية اليسري. واستمعت المحكمة إلي الشاهد محمود منصور كامل 20 سنة طالب والذي روي الواقعة منذ توجهه بصحبة الالتراس الأهلاوي من القاهرة بالقضاء وحتي وقوع المجزرة مؤكداً أن اعتداء جماهير المصري علي جماهير الالتراس استمر نصف ساعة كاملة باستاد بورسعيد مشيرا إلي أن المتهمين كان هدفهم الأساسي هو اجبارهم علي خلع " ال تي شيرت" لاهانتهم موضحا ان الاعتداء عليهم كان باستخدام الجنازير. أضاف انه تعرف علي متهمين شاركا في المجزرة وذلك بعد عرض صورهما عليه اثناء التحقيق معه وسماع اقواله بالنيابة مشيرا إلي أن جماهير الأهلي كانت بحوزتهم كمية صغيرة من الشماريخ بلغ عددها حوالي 8 شماريخ. أضاف شاهد الاثبات سامر فوزي شعراوي 16 سنة "طالب" أنه فوجيء بإلقاء الطوب علي الالتراس منذ تواجده بمنطقة الاسماعيلية واثناء دخولهم الاستاد لم يكن هناك أي تفتيش من جانب قوات الشرطة. أكد الشاهد انه رأي أحد المتهمين يتجه نحوه وبيده طبنجة فاسرع ليحتمي بأحد الضباط وأمسك بيده وبكي بشدة وظل المتهم متربصا له قائلا للضابط "سيبه يموت" وعندما شعر بتخلي الضابط عنه لاذ بالفرار فلاحقه المتهم إلي دورة المياه واستولي علي أمواله تحت تهديد السلاح.