في خضم الأحداث السياسية التاريخية التي تعيشها مصر هذه الأيام. فرضت القصة السخيفة للاعب الزمالك شيكابالا والمدير الفني للفريق الكابتن حسن شحاتة. نفسها علي سطح الأحداث حتي أنها طغت علي تجارب المنتخب في السودان. ومعسكر الأوليمبي في فرنسا والمشاكل التي لا حصر لها في الاتحادات والأندية الرياضية.. ذلك أنها قصة رغم سخافتها تتعلق بالأصول والتربية والاحترافية في كرة القدم. وأيضا في الإدارة الرياضية التي تتلاعب بها الأهواء والأغراض أحياناً كثيرة. وكان لها دور بالفعل في هذه القصة التي وصلت إلي عقدة استقالة شحاتة من تدريب الفريق اعتراضاً علي سلبية مجلس الزمالك وتصرف اللاعب معه. وإلي موافقة معلقة من المجلس انتظاراً لما سوف تسفر عنه الأمور في اجتماعات الغد السبت مع رئيس النادي وإلي غموض موقف اللاعب الذي فعل فعلته واختفي. ولأهمية النتائج المترتبة علي هذه القصة أجد نفسي مدفوعاً لرصد أخطاء الجميع. اللاعب والمدرب والمجلس.. حتي نستوعب الدروس منها بغض النظر عن النتائج المرتقبة التالية أو سواء بقي شحاتة أم أصر علي استقالته لأن الأخطاء قد وقعت من الجميع تباعاً ولا يمكن التغاضي عنها لمجرد الإعلان عن عودة شحاتة لقيادة الزمالك من جديد. أولاً.. خطأ اللاعب معروف وعلي رءوس الأشهاد وهو من نوع الأخطاء السلوكية الفجة من نفس اللاعب. التي تؤكد أنه لا يتعلم أبداً من أخطائه. أو أن الغرور قد تمكن منه لكثرة التدليل والسكوت عن اخطائه السابقة.. وأغلب ظني أنه الغرور. والعياذ بالله. لأنه فهم من السكوت علي كوارثه السابقة أنه فوق الحساب في الملعب.. وهذه قمة الغباء لأن الملعب لا يقبل علي بساطه هذه النوعية من اللاعبين فيلفظهم سريعاً.. وعليه أن يتحمل نتائج تكرار اخطائه التي ستذهب به بأسرع مما يتوقع خلف ستائر النسيان مع موهبته التي وهبها له الله. فلم يصنها. ثانياً.. مجلس الإدارة وقع في أخطاء بالجملة بداية من التباطؤ في التعامل مع "جريمة" شيكابالا واتبع الطريقة المصرية القديمة في التعامل مع الأزمات الساخنة. وهي "اتركها حتي تهدأ".. فالتهبت واشتعلت. لأن الإعلام اقتحمها بشراسة بسبب صمت مجلس الإدارة.. وعندما اجتمع المجلس ووجد أمامه استقالة وصداً وامتناعاً من شحاتة. أعلن قرار قبول الاستقالة لأنه شعر بشرخ في كرامته واكتفي بالعقوبة المالية التي وقعها علي اللاعب. مع الإعلان عن إعارته. وفي مسألة الإعارة استخفاف كبير لأنه من يضمن أن تتم هذه الإعارة. وكان الأجدر بالمجلس أن يعلن استمرار جلسته. وهو ما حدث بعد ذلك. للمزيد من دراسة الموقف بما يحمي هيبة الجهاز التدريبي في الزمالك سواء رحل شحاتة أو بقي. وجاء غيره. لأن النهاية التي كتبها المجلس بالتصويت "5-1" علي قبول استقالة شحاتة تعني ببساطة أن مجلس إدارة الزمالك أنصف لاعباً علي مدربه. ثالثاً.. خطأ شحاتة أنه وضع العقدة في المنشار.. بأنه أحرج مجلس إدارة ناديه.. بأن وضع الاستقالة أمامهم واختفي وكأنه يقول لهم لا كلام معكم. وأن عليكم أن تواجهوا غضب الإعلام عليكم.. ولكن فات الكابتن حسن شحاتة أنه كمدرب كبير يجب عليه أن يشرح أسباب استقالته أمام أصحاب القرار وأن يقبل بالحوار معهم في كل قضية أو مشكلة تواجه الفريق حتي لو كانت مشكلة بحجم جريمة شيكابالا. فإذا لم يصل إلي نقطة ترضيه كمدرب كبير فليفعل ما يريد.. ولكن ما حدث من "المعلم" أنه أحرج الجميع وأحرج نفسه.. وما يسجل عليه الآن وسوف يسجله التاريخ أن لاعباً في الفريق تسبب في رحيله.. فهل سيبقي شحاتة بعيداً عن الزمالك ما بقي شيكابالا في النادي.. القاعدة الاحترافية تقول إنه يجب أن يبقي المدرب ليرحل وقتما يشاء. أما اللاعب فيرحل أو يتم تجميده. حتي يطلب الرحيل بنفسه!