نحن اليوم علي موعد لتحديد شخصية رئيس جمهورية مصر القادم.. حيث يتوجه ملايين المصريين إلي صناديق الاقتراع لانتخاب من يرونه صالحا لتولي مسئولية وضع أسس وقواعد الجمهورية الثانية بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. كل مواطن سوف يضع علامة "صح" أمام اسم ورمز وصورة المرشح الذي يختاره ويقتنع بأنه هو الذي سيحقق طموحاته ومطالبه. ليس علي المستوي الشخصي ولكن علي مستوي الوطن لينهض من جديد ويكون وطنا عزيزا قويا تحترم فيه آدمية كل ابن من أبنائه ويتساوي فيه الجميع أمام القانون. نتمني أن يمر اليوم الأربعاء وغدا الخميس بكل هدوء وأن يمتنع المتجاوزون ويرتفع المرشحون إلي مستوي المسئولية وتكون تعليماتهم إلي مؤيديهم بالتزام القانون والنظام العام. والبعد تماما عن اثارة المشاكل أمام اللجان وداخلها.. وأن يمتنع المزورون عن مزاولة نشاطهم ويتركوا الحرية لكل مواطن ليدلي بصوته بعيدا عن أية ضغوط ويختار بارادته الحرة المرشح الذي عقد العزم علي انتخابه. ليتنا نري مظهرا حضاريا رائعا أمام لجان الانتخاب كالذي شهدناه أثناء الانتخابات البرلمانية حيث يصطف المواطنون رجالا وسيدات في نظام تام أمام لجان التصويت ويتم افساح الطريق لكبار السن والمعوقين لتكون لهم الاولوية في الادلاء بأصواتهم رأفة بهم وبحالتهم الصحية والبدنية. نرجو أن يقوم أفراد القوات المسلحة وقوات الشرطة الموكل إليهم حفظ الأمن والنظام أمام مقار اللجان الانتخابية بواجبهم بنفس الروح الطيبة التي مارسوا بها دورهم في انتخابات مجلسي الشعب والشوري. وان يساعدوا كبار السن واصحاب الاعاقات علي تلبية هذا الواجب الوطني في مظهر حضاري كالذي تابعناه من قبل عدة شهور حيث رأيناهم يأخذون بأيدي هؤلاء وأولئك لايصالهم الي اللجنة. بل رأينا بعض الجنود يحملون بعض كبار السن الذين لايستطيعون صعود سلم اللجنة. مما كان له أكبر الأثر في نفوس المواطنين ورد فعل ايجابي لدي العالم الخارجي الذي يتابع هذه التجربة الديمقراطية الرائعة. نرجو ان يتصدي رجال الشرطة والجيش بحزم وبالقانون لكل من يحاول اثارة المشاكل والاخلال بالنظام العام والتعدي علي نزاهة العملية الانتخابية أو الاحتكاك بالقضاة وأعضاء اللجان والحاق أي ضرر بهم.. بل إننا نرجو من المواطنين أن يساعدوا الجيش والشرطة في التصدي لمثل هؤلاء الخارجين علي القانون. هناك الالاف من جماعات حقوق الانسان وجمعيات المجتمع المدني من داخل مصر وخارجها يتابعون سير هذه الانتخابات ويبدون ملاحظاتهم عليها. وينقلونها الي أنحاء العالم الذي يتوجه الان الي مصر ليري مدي نجاحنا في الممارسة الديمقراطية. نريد أن نخرج من هذه المعركة الانتخابية الرئاسية بشهادة عالمية يعلقها كل فرد فينا علي صدره بأننا شعب حضاري نقدر المسئولية ونحترم النظام والقانون. وأننا نستحق احترام العالم كله. لاشك أن الرئيس السابق حسني مبارك وأتباعه في السجون سوف يتابعون مايجري في مصر. ونرجو أن يكون لديهم احساس بالندم علي ما ارتكبوه من جرائم وآثام في حق هذا البلد بعد ان ظلوا يزورون ويزيفون ارادته علي مدي 30 عاما.. ولو أنني أشك أن هذا الشعور الانساني بالندم ينتابهم أصلا بعد أن جمدت أحاسيسهم وتكلست طوال هذه المدة. علينا أولا وأخيرا أن نرضخ لارادة الشعب ونحترم اختيار الأغلبية ونتعاون مع الرئيس القادم أيا كان اسمه مادامت العملية تمت بنزاهة تامة.. وعلينا أن نرقب أداءه ونتابع تنفيذ وعوده ونساعده علي تحقيقها بالعمل والالتزام لنسير بمصر الي الأمام. نحن في انتظار شهادة عالمية جديدة