48 ساعة فقط وينطلق قطار الديمقراطية لاول انتخابات لاختيار رئيس جمهورية مصر العربية في اخطر مرحلة من مراحل تاريخها العريق وبصورة جدية لترسم ميلادا جديدا لأم الدنيا. وانتقالا من عصر الفتونة السياسية والتزوير والذي منه الي عصر الديمقراطية الحقيقية. المهم ان الناخبين الذين يصل عددهم حوالي 51 مليون ناخب والمرشحين الذين يبلغ عددهم 12 مرشحا قبلوا بقواعد اللعبة بان الذي سيصل الي كرسي الرئاسة هو من سينتخبه الناس ويصوتون له بعيدا عن المراهنات علي النوايا والتزوير وغيره.. أي ان الفيصل في هذه العملية الانتخابية هو الصندوق الانتخابي وبالتالي فاي محاولة للاتفاق علي ما تقرره النتائج ما هي إلا نوع من البلطجة السياسية فمن يقبل الديمقراطية عليه ان يسلم بالنتيجة مهما كانت سواء لصالح الليبراليين أو الاسلاميين او اليساريين أو من يطلق عليهم الفلول. فاحترام الناس من احترام النفس. والتسليم لما ستؤدي اليه نتائج الانتخابات سيعني اننا بحق نستحق هذه الثورة ونستحق الدماء التي سالت من شهدائنا ومصابينا من خيره شباب مصر. ونستحق ايضا ان نلحق بركب الحضارة الانسانية كأمة لها قيمتها التاريخية وحاضرها المشرف ومستقبلها المشرق. لا معني اطلاقا لما سمعناه من بعض المرشحين من أنهم لن يقبلوا ابدا فوز احد من الفلول وسيتزعمون ثورات جديدة لمواجهتهم.. فهل هذه الديمقراطية؟!.. هل حلال عندما تخرج الجماهير وتقول نعم لبعض التيارات. وحرام عندما يقولونها للمحسوبين علي النظام السابق؟!. اما ان نلعب ديمقراطية صحيحة او نلعب علي الحبال .. اما ان نختار ما يفرزه الصندوق او نترك من يختار لنا ونريح انفسنا مثلما سبق في الماضي ووقتها نقرأ علي الديمقراطية الفاتحة. أما ان نؤمن بالحرية غير المشروطة بالهوي واما ان نرفض الحرية صراحة ولا نتشدق بها فنفقد احترام بعضنا البعض ونستحل ما حرمناه علي غيرنا. 48 ساعة فقط يا شعب مصر ويتحدد سبيل من سبيلين: اما التسليم بالديمقراطية كوسيلة وحيده لتداول السلطة بصورة سلمية. واما ان نعيد انتاج النظام السابق بأفكاره وألاعيبه وبلطجته باختلاف الشخوص واختلاف التاريخ. ياسادة هذه فرصتنا الحقيقية لكي نقول للعالم اجمع ان هذه هي مصرنا.. فهل نعينها ونساهم في ان تبقي جميلة في عيون شعوب العالم وتستعيد بحق "لقب أم الدنيا" ومكانتها بين الامم؟. هذه هي مصرنا التي لا يصح ان نتركها فريسة للاحتقان وصراع القوي السياسية والا سنترك طريق السلامة الي طريق الندامة.