منذ شهور كان حديثنا اليومي عن ترشيد المياه لأن أزمتنا مع دول حوض النيل كانت في قمتها. أيامها تكلمنا كثيرا عن ضرورة استخدام خراطيم تنقيط المياه. وضرورة زيادة عدادات المياه وتوفيرها في كل الوحدات السكنية وأهمية منع غسيل السيارات بمياه الشرب. وما أكثر الإجراءات التي قررناها لتوفير المياه. ومضت الأيام. لم نستورد عدادات المياه. ولم نوفر خراطيم التنقيط. ونسينا كل ما قلناه عن ضرورة ترشيد استعمال المياه ربما لأن أزمتنا مع دول حوض النيل قد هدأت أو لأن هذه هي عادتنا أن نتحمس كثيراً إلي حد الجنون ثم نهدأ بعد قليل وننسي المشكلة. ولكن. بالنسبة للمياه. يجب أن يوجد مسئول لاينسي ان هذه مسألة حيوية للغاية بالنسبة لنا وانه سواء حلت المشكلة مع دول حوض النيل أو لم تحل فإننا مقبلون علي أزمة مياه غدا أو بعد غد. ولابد أن تبقي هذه المشكلة حية في نفس المسئول عنها يتخذ الإجراءات ويذكرنا دواما ولو كل يوم بل كل ساعة بأن الحرب القادمة في العالم لا في الشرق الأوسط وحده هي حرب المياه. وإذا كان الكثيرون منا قد نسوا المشكلة فإن المسئول عن المياه يجب ألا ينسي وأن يواصل الاستعداد والعمل لترشيد استهلاك المياه كل يوم حتي تصبح هذه عادة في نفس كل مصري وأن يبقي المصريون يقظين وهم يستهلكون المياه سواء في الزراعة أو البيوت أو في مقار الأعمال. وإذا لم نستيقظ اليوم علي هذه الحقيقة ستأخذنا الأزمة في طياتها عندما تجيء!