كتب : سيد صالح لا مجال للمقارنة بين حالة مياه الشرب في الجيزة الآن, وحالتها قبل سنوات, حين كانت المياه تنقطع لعدة أيام, وكان المشهد المعتاد, هو صراخ المواطنين, وصمت المسئولين. الصورة الآن, اختلفت كثيرا بعد تنفيذ مشروعات إحلال وتجديد شبكات مياه الشرب في المحافظة, فقد صارت المياه متوافرة, اللهم إلا في حالات معينة, كحدوث كسر في إحدي المواسير, أو عند تنفيذ مشروعات جديدة, حيث تعود المياه الي مجاريها, فور إنجاز المهمة.. بينما تحدث الاختناقات المائية خلال شهر رمضان في وقت الذروة) عند صلاتي العشاء والفجر(. وفي فترات سابقة, كانت مياه الشرب تمثل أزمة لدي عدد كبير من مناطق الجيزة المختلفة, حيث كانت المياه تنقطع علي مدي يوم أو يومين, لكن بافتتاح التوسعات الأخيرة, انتهت المشكلة, فقطع المياه لا يتم إلا لظروف اضطرارية, ولأسباب تتعلق بحدوث كسر في إحدي مواسير المياه الرئيسية, وهنا يتم القطع لساعات محددة لحين الانتهاء من الإصلاح, وقد يتم قطع المياه لتنفيذ بعض المشاريع الجديدة, وفي هذه الحالة نقوم بنشر إعلان في الصحف, عن قطع المياه لمدة محددة, ونقوم بنقل كميات من المياه في عربات للمناطق التي سوف تتضرر من قطع المياه.. هكذا قال المهندس حسين فضل نائب رئيس مجلس ادارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي في الجيزة. وبشكل عام, لا توجد مشكلة في مياه الشرب خلال شهر رمضان, إلا في أوقات الذروة التي يحددها المهندس فضل في وقت صلاتي العشاء, والفجر, حيث تحدث اختناقات, نتيجة قيام المساجد بسحب كميات كبيرة من المياه للوضوء, وبالتالي قد تحدث أزمة مؤقتة, وتنقطع المياه في بعض المناطق, وسرعان ما تعود بعد انتهاء أوقات الصلاة في المساجد. وقد شهدت مياه الشرب في محافظة الجيزة طفرة كبيرة, حيث تم تنفيذ العديد من التوسعات, من خلال إحلال وتجديد العديد من الشبكات, ومنها إحلال وتجديد183 كيلومتر مواسير مختلفة الاقطار في شبكات مياه الشرب في منطقتي فيصل والهرم الذي استغرق تنفيذه3 سنوات بتكلفة بلغت نحو125 مليون جنيه, كما تم تجديد شبكات منشأة البكاري, وكفر غطاطي, والطالبية البحرية, وحوض الحمراء, والطوابق الثلاث, فضلا عن مشروع تحسين شبكات المياه في أبوقتادة, وناهيا, وبولاق الدكرور, وزنين, ويجري العمل علي إنجاز بقية المشروعات الخاصة بتحسين كفاءة الشبكات, أو مشروعات الإحلال والتجديد وفق الاعتمادات المالية المتاحة بالميزانية, ويجري تغيير المواسير حسب حالتها وعمرها. الاعتمادات المالية أما مشروعات الصرف الصحي في الجيزة, فيجري تنفيذها بحسب الاعتمادات المالية أيضا, حيث يقول نائب رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي في الجيزة إنه تم الانتهاء من تدعيم مجمع الصرف الصحي في كفر طهرمس, ومناطق بولاق, ناهيا, وأبو قتادة, وزنين, بدعم ألماني قدره7.5 مليون يورو(05 مليون جنيه مصري تقريبا(, ويجري استهداف بقية المناطق بحسب التمويل المالي المقرر, وخلال الفترة الحالية يجري تنفيذ العديد من مشاريع الصرف الصحي في البراجيل, وبشتيل, ويجري دراسة تنفيذ مشروعات الصرف الصحي في مناطق ترسا, والمنيب, والكنيسة, كما يجري إنجاز توسعات محطة الصرف الصحي في أبو رواش, وتجهيز المحطات الحلزونية في الواصلة, وجنوب المحيط, ومحطة بولاق الحلزونية, علي أن يتم تشغيلها خلال شهرين من الآن, مشيرا الي ان كمية مياه الصرف الصحي التي تستقبلها الشبكات في منطقة الجيزة تقدر بنحو مليوني متر مكعب يوميا. ولا شك ان اهدار المياه في الاستخدامات المنزلية, وفي غسيل السيارات, وصنابير المياه المعطلة يمثل كارثة في رأي المهندس حسين فضل خاصة في ظل التحركات التي قامت بها دول حوض النيل التي أعلنت فيها عن نيتها تعديل حصة مصر من مياه النيل, وتوقيعها مؤخرا علي اتفاقية مبدئية لتنظيم هذه الحصص, وهو ما يجعلنا أمام تحد حقيقي, يجب ان يتزامن معه تغيير ثقافة استهلاك المياه في المنازل والمصانع والهيئات والشركات ومحطات غسيل السيارات والتحول من ري الزراعات بالغمر إلي طرق الري الحديثة, كالري الرش, أو بالتنقيط لترشيد الاستهلاك وبالتالي تقليل الفاقد. للإهدار وجوه كثيرة إهدار المياه كما يقول المهندس حسين فضل له وجوه كثيرة, منها شبكة التوزيع, حيث تتسرب كميات من المياه نتيجة سوء حالة المواسير, والوصلات المتهاكلة, فضلا عن التعدي علي خطوط مياه الشرب, من خلال ثقب المواسير, وتوصيل مواسير أخري فرعية بطريقة غير سليمة تتسرب معها كميات من المياه خارج المواسير الرئيسية, الي جانب سوء التعامل مع شبكة المياه في حياتنا اليومية خارج المنزل, حيث يجري إهدار09% من كميات المياه المستخدمة في غسيل السيارات وفي الري والعديد من الجهات والهيئات والشركات, أما الإهدار داخل المنازل فله صور متعددة منها الثقافة المتوارثة في استهلاك المياه, مثل ترك الحنفية مفتوحة خلال حلاقة الذقن, أو ترك السيفون مفتوحا ليل نهار, وكذلك إهدار المياه النقية في الاستحمام, وغسيل الملابس, والأطباق. وحل مشكلة الفاقد في المياه, يمكن ان يتم حسب نائب رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة من خلال ترشيد الاستهلاك وتطوير نظم الري, ومحاربة الإهدار بشتي صوره داخل المنزل وخارجها, من خلال خطة مجتمعية متكاملة تقوم علي تغيير سلوكيات المواطنين, ومن الضروري ان يشعر المستهلك بأن ما سيوفره من المياه سوف يعود عليه وسوف يحتاج اليه في المستقبل. الحبس وجوبي! المؤكد ان قانون مياه الشرب الذي سوف يصدر خلال الفترة المقبلة, سوف يحد من الفاقد في استهلاك المياه, وسيؤدي إلي ترشيد استخدامها, حيث تنص بنوده علي تجريم رش المياه في الشوارع, فضلا عن منح صفة الضبطية القضائية لموظفي شركات المياه, وبمقتضاها يصبح من حق الشركة تحريك الدعوي الجنائية مباشرة ضد المتسببين في إهدار المياه, وسوف يكون الحبس في مثل هذه القضايا وجوبيا. ويستهلك غسيل السيرات بالخراطيم حوالي300 لتر في كل عملية غسيل, كما أن غسيل أرضيات المنازل بنفس الطريقة يستهلك أكثر من90 لترا, بيما يهدر المسح العادي نحو18 لترا, أما السيفون فيهدر15 لترا, في حين يهدر الدش عند الاستحمام20 لترا, في حين تستهلك الغسالات القديمة001 لتر من المياه علي الاقل في كل غسلة.. بينما تستهلك الغسالات الحديثة25 لترا. وبشكل عام, يمثل ترشيد استهلاك المياه خيارا استراتيجيا لابد من الالتزام به, هكذا يقول المهندس حسن خالد رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي, وتقليل الفاقد من المياه يمثل قضية حيوية, ومهمة تستلزم تضافر الجهود للحيلولة دون إهدارها, خاصة إذا علمنا ان حصتنا من مياه النيل تقدر بنحو55 مليار متر مكعب من المياه, وهذه الحصة لن تزيد في المستقبل, بل يواجه الحفاظ عليها تحديا كبيرا.