"للأسف في مصر أنتم لا تعرفون غلاوتكم عندنا ولكن نحن نعرف غلاوتكم عندنا " بهذه الكلمات التي تحمل مشاعر العتاب والمحبة في ان واحد انهي السفير احمد قطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية حديثة مع وسائل الاعلام خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الاسبوع الماضي بمناسبة عودته الي القاهرة وانهاء الازمة العابرة الاخيرة بين مصر والسعودية في اعقاب قرار خادم الحرمين الشريفين باستدعاء السفير السعودي نظرا للمظاهرات والتجاوزات التي حدثت امام السفارة السعودية بالقاهرة بسبب احتجاز المحامي احمد الجيزاوي بالمملكة علي خلفية حيازته مواد مخدرة. وفي واقع الامر لقد استوقفتني هذه العبارة كثيرا وجعلتني اتساءل لماذا تلك الفجوة التي حدثت بين مصر والسعودية ومن المسئول عنها وهل حقا هناك من يريد تدمير العلاقات الوطيدة بين القاهرة والرياض؟! لم اكد اسأل هذا السؤال في نفسي حتي وجدت السفير قطان يقول "هناك من لايحب أن تقوم علاقة جيدة بين مصر والسعودية وعلينا ان نفتح أعيننا ولن ينجحوا في مسعاهم لحكمة القيادتين المصرية والسعودية". ورغم عدم اختلافي مع سيادة السفير في حكمة القيادتين الا انني اري ان هناك دورا لا يمكن اغفاله وهو ارادة الشعب فارادة الشعب المصري في انهاء الازمة كانت اقوي بكثير واستطاع الوفد الشعبي الذي توجه الي المملكة والتقي جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين ان ينجح فيما فشلت فيه الحكومة ونجح في ازالة الغبار الذي شاب العلاقات فجميعنا كشعب مصري حزنا حزنا كبيرا عندما علمنا بخبر استدعاء السفير ولا ابالغ عندما اقول ان الخبر نزل علينا كالصاعقة فالسعودية خاصة لها مكانة كبيرة في نفوسنا ترتبط بروحانيات الحج والعمرة فمن منا لا يحلم ان يزور المملكة كل عام لاداء مناسك العمرة او الحج لذلك فانا اشعر ان المملكة العربية السعودية هي رمز في قلوب المصريين. كل ما اتمناه هو ان نبدأ صفحة جديدة من العلاقات تقوم علي اساس الاحترام المتبادل بين الجانبين والا تشوبها شائبة مرة اخري ولنترك القائمين علي اعمال السفارة يقومون بعملهم في هدوء واستقرار ويكفينا مظاهرات واعتصامات.