مصر تتلمس الطريق نحو التحول لنام مدني ديمقراطي. وبعد أن نجحت في تجربة الانتخابات التشريعية بقي أمامنا إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المعلن والمتفق عليه. وباتمامها بنزاهة وشفافية. وبقبول كافة المرشحين لنتائجها واعتراف المنمات والشعب بنزاهتها وبتولي أول رئيس مصري منتخب مقاليد المنصب تدخل مصر مرحلة الديمقراطية. وتصبح ديمقراطية ناشئة تحتاج سنوات طويلة والكثير من الجهد المخلص والعمل الدءوب لترسيخ المبادئ الديمقراطية المعمول بها في الديمقراطيات الكبري أو الراسخة! فرنسا مثلاً من الديمقراطيات الكبري في أوروبا والعالم. وقد شهدت مؤخرا انتخابات رئاسية خسر فيها صاحب المنصب الرئيس "نيكولاي ساركوزي" واعترف ساركوزي بخسارته أمام المرشح الاشتراكي "فرانسوا أولاند" وقال بالحرف الواحد: أتحمل المسئولية الكاملة عن الهزيمة. وقرر الانسحاب تماما ونهائيا من المعترك السياسي! في الديمقراطيات الراسخة لا مجال للحديث عن عمليات تزوير ولو حتي بالتلميح. فآليات العملية الديمقراطية لا تعمل لحساب شخص ولو كان صاحب المنصب أقصد الرئيس. إنما تعمل وفق قوانين وآليات تعمل لحساب ومصلحة دولة. لذلك لم يشكك المرشح الفرنسي ولو للحة في إمكانية أن تشهد الانتخابات أي تزوير. أما عندنا في مصر فهناك من يشكك من الآن في الانتخابات الرئاسية التي لم تجر بعد. علماً بأن تجربة الانتخابات البرلمانية والقائمين عليها تشهد بغير ذلك. ولا نعرف لماذا يهدد أحد المرشحين بثورة ثانية إذا جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية علي غير هواه أو بمرشح آخر وهل شهدت مصر ثورة أولي غير ثورة 23 يوليو لتشهد ثورة أخري وهل النزول للتحرير والميادين بعدة آلاف ثورة وما هو تعريف الثورة؟! نريد أن نعرف تعريفا واضحا ومحددا للثورة. وهل يليق بمرشح لمنصب الرئيس التحريض علي الخروج للشوارع. وكان هو نفسه من أول المؤيدين لأحداث العباسية؟! وهل نسي هذا المرشح ما أصابه من هلع وفزع وخوف من مواجهة عمر سليمان؟! المفترض اننا نرسخ لدولة القانون وإعلاء مبدأ سيادة القانون ولسنا نرسخ لدولة الاعتصامات والماهرات!!