في شهر مايو 1938 هر العدد الأول من مجلة الإخوان المسلمين "النذير" وفي افتتاحيتها كتب حسن البنا يقول: "هذه مرحلة من مراحل الإخوان التي اجتزناها بسلم وفق الخطة الموضوعة لها". وذكر المحللون لهذه العبارة أنه كان يسعي بلا شك وراء مشروع كبير. ولكن هذا المشروع وحجمه لم يتبلورا بعد!!.. ولكنه يهر تدريجياً!! وقد اتضح ذلك بعد إنشاء البنا جماعته. حيث انتقل إلي القاهرة عام 1932 وسعي للاتصال بشخصيات عامة. فقد كانت لديه النية الجادة لخوض المعترك السياسي. كما جاء في كتاب النقراشي للدكتورة هدي شامل أباة.. وبالتالي فإنه حرص علي عقد سلسلة من التحالفات مع المسئولين. يعقبها خصومة أو غدر بحليف الأمس. وتضيف أنه في شهر مارس 1942 تقابل حسن البنا مع مصطفي النحاس رئيس الوزراء في ذلك الوقت.. وجاءت هذه المقابلة بعد أن أعلن حسن البنا تنازله عن ترشيح نفسه لعضوية مجلس النواب بناء علي نصح الرئيس "النحاس باشا". وذلك كما جاء في عدد "الأهرام" يوم 23 مارس ينة 1942!! وبعد أن انتشرت جماعة الإخوان أرسل حسن البنا إلي أصحاب الجلالة والسمو وملوك الإسلام والأمراء ورجالات الحكومات الإسلامية مذكرات تعرف باسم المطالب الخمسين.. وهذه المطالب وردت في آخر رسالة "نحو النور" ويمكن وصفها بأنها دعوة إلي إرساء قواعد معينة للحكم باسم الدين!! وقد ذكر الكاتب محمود عبدالحليم. صاحب كتاب "الإخوان المسلمون" "أن وسائلهم هي استغلال فقر الناس وحاجتهم وجهلهم". وقد امتازت هذه الجماعة بقدرة فائقة علي التنيم. ولكن برنامجها قد بدا للمراقبين أنه غير واضح المعالم. فهو يقوم علي مجموعة من الأفكار الفضفاضة. وعلي درجة كبيرة من العموم. أي ليست محددة.. وعندما سئل حسن البنا عن البرنامج قال "ولمَ البرنامج.. إنه يفرقنا.. القرآن دستورنا. والرسول زعيمنا". وكما ذكر الكاتب أسامة خالد صاحب "طبيعة ومشكلات الحكم في مصر" فإن عام 1948 كان يمثل قمة الصراع بين الإخوان والحكومة.. وقد بدأ هذا الصراع عندما طلب الإخوان من النقراشي باشا أن يسمح لهم بالتدريب في معسكرات الحرب ضد إسرائيل.. ولكن النقراشي باشا رفض وطلب منهم التدريب في معسكرات الحكومة التي أنشأتها لنفس الغرض. فقد كان من رأي الحكومة المصرية في المرحلة الأولي للمواجهة المسلحة بين العرب وإسرائيل هو الامتناع عن إشراك الجيوش النامية في الحرب. والاكتفاء بإرسال متطوعين وإمدادهم بالسلام.. ثم توالت بعد ذلك احتكاكات ومواجهات بينهم وبين الحكومة بلغت ذروتها في 8 ديسمبر سنة 1948 مع قرار حل الجماعة. وبعدها اغتيال النقراشي باشا بعد فترة وئام ومهادنة. وتأييد لقرارات الحكومة. ولكن تفجر الموقف واتخذ النقراشي مواقف صلبة ضدهم. والواضح أن جماعة الإخوان المسلمون منذ هرت سنة ..1928 ولها هدف هو الوصول إلي الحكم.. وفطنت الحكومات سواء أيام الملكية أو في ل ثورة 23 يوليو أو في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات. وكذلك في عهد نام حسني مبارك إلي أغراضهم.