تعالوا نتوقف جميعا أمام الانتخابات الرئاسية الفرنسية ونتائجها ونقارن حتي لو كانت المقارنة المة بين ما وصلوا إليه وما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه. الفرنسيون اسقطوا بإرادتهم هيمنة اليمين الفرنسي علي الرئاسة طوال 17 عاما وأتوا بثاني رئيس اشتراكي بعد فرانسوا ميتران الذي تولي الحكم في 10 مايو ..81 اسقطوا اليميني نيكولا ساركوزي بعد ولاية واحدة له وأتوا بالاشتراكي فرانسوا هولاند غير المنصف من الأساس لأسباب رأوها صحيحة احتراما لبلادهم ولأنفسهم ورغبة في مستقبل أكثر إشراقا.. وسوف يتواجد هولاند في الاليزيه بعد أيام. والمصريون اسقطوا بإرادتهم أيضا ناما لم يستمر 30 عاما فقط بل 60 عاما.. واليوم هم أمام 13 مرشحا للرئاسة.. ولكن لغياب الرؤية وانعدام الآليات السليمة.. فإن صدور الكثيرين أصبحت مرتعا للفئران تلعب فيها كيفما تشاء وتقلقهم علي الحاضر والمستقبل كيفما تريد كما أن هناك أصحاب المصالح الذين يستغلون هذه الأجواء الخصبة أسوأ استغلال لبث سمومهم خاصة في ل العشوائية التي نحياها. تابعوا معي موقف الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ساركوزي واقرأوا معني كلماته الراقية بعد تأكده من الهزيمة: * أولا.. عقد مؤتمرا صحفيا عقب إعلان النتائج احتشد فيه مؤيدوه وهم يبكون.. لم يدع في خطابه أن الانتخابات مزورة ولم يهاجم المرشح الفائز.. بل اعترف بالهزيمة وهنأ منافسه واحترمه رغم أن الفارق ضئيل جدا لا يتعدي 4%. * ثانيا: لم يستغل الموقف ويشن أنصاره للخروج في ماهرات ضد الفائز.. بل قال لهم: لا تنقسموا.. ابقوا متحدين النتيجة اليوم مشرفة.. يجب أن نفوز في الانتخابات التشريعية الشهر القادم.. ولن أخوض هذه المعركة. * ثالثا: لم يشوه صورة منافسه أو يتهمه بأنه فاز بالتزوير أو التلاعب أو خرق القانون.. بل هنأه وقال: بات لفرنسا رئيس جمهورية جديد.. إنه خيار ديمقراطي وجمهوري.. فرانسوا هولاند هو الرئيس الجديد لفرنسا ويجب احترامه! الله.. الله.. الله.. علي الأخلاق. والقناعات. والالتزام. والمسئولية. والوطنية.. في أجلي صورها. السؤال: بالأوضاع الموجودة لدينا.. سواء من حيث الآليات أو تغليب المصالح الشخصية علي المصلحة العامة للوطن عند البعض كيف سيكون الحال في الانتخابات وبعدها؟! أقول لكم.. ليس تخمينا.. بل هو واقع متأكد منه: * ما حدث في الانتخابات البرلمانية سيحدث في الرئاسية.. أناس بذقون وجلاليب وغير ذقون وبجينز سينصبون أكشاكا أمام لجان الاقتراع وآخرون أمامها بل وداخلها. وطلب التصويت للمرشح الإسلامي إذا أراد الناخب دخول الجنة. وطلب آخر يدعو لليبراليين ويشوه الإسلاميين. وطلب ثالث يحذر من التصويت للفلول. ونري من جديد الورقة الدوارة والرشاوي الانتخابية في صورة شنط سكر أو أرز وزيت ومكرونة أو في شكل أموال سائلة.. الصوت بخمسين جنيها.. وانت طالع وغير ذلك وهي خروقات بدأت فعلا من الآن. * في نفس التوقيت وإلي ما بعد الاقتراع سيكون هناك ما يسمي "غزوة الصناديق".. الموت فوق الصندوق خوفا من التزوير. * الفرز سيكون مهزلة.. وسيعاد أكثر من مرة في معم اللجان الفرعية. * النتيجة أيا كانت سواء من أول أو ثاني جولة ستأتي بفائز واحد و12 طاعنا بالتزوير في الانتخابات. * الفائز سيحتفل.. والخاسرون جميعا سينزل أنصارهم الميادين يهتفون "ارحل.. ارحل.. ارحل". ولتفويت الفرصة علي أصحاب المصالح ولطمأنة من ليس مطمئنا لابد أن تكون هناك أربعة إجراءات حاسمة: * الأولي: ضم خمسة من الشخصيات الدولية المرموقة والمعروف سيرتها الحميدة من الآن إلي اللجنة العليا للانتخابات ليكونوا مراقبين عن قرب وللاستفادة من آرائهم. * الثانية.. وضع كاميرات داخل كل اللجان لنقل بث حي لما يدور فيها طوال الاقتراع والفرز لإبطال نغمة التزوير.. والشركات مستعدة لذلك. * الثالثة.. تطبيق القانون علي الجميع بحيث يحر التواجد أمام اللجان أو داخلها إلا علي 13 مندوبا للمرشحين فقط. * الرابعة.. فتح الباب أمام جميع المنمات المحلية والإقليمية والدولية وكافة وسائل الإعلام لمتابعة وتغطية الانتخابات دون تعطيل لإجراءاتها. هنا.. وهنا فقط يمكن أن يجلس في القصر الجمهوري بالعروبة مرشح فائز بالرئاسة دون طعن عليه ويكون لدينا 12 خاسرا يهنئون الفائز ويقولون لأنصارهم إن النتيجة مشرفة.. وبات لمصر رئيس جمهورية جديد.. وإنه خيار ديمقراطي وجمهوري.. فلان الفلاني هو الرئيس الجديد لمصر.. ويجب احترامه. تري.. هل سنسمع فعلا هذه العبارات الجميلة.. أم سنجد مليونيات واعتصامات وماهرات تنديد وتخوين؟! حف الله مصر وشعبها.