الفريق حسام خير الله المرشح لرئاسة الجمهورية فتح قلبه وعقله ل "المساء" في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد متحدثاً في كل القضايا بصراحة ووضوح ودون مواربة مطلقاً طلقات تحذيرية لجميع الأطراف حتي يمكن استيعاب ما يحدث حتي لا يفقد أحد رشده ونصل كما يقول إلي اللون الأحمر بعد أن تتم تخطية الخط الأحمر وهو ما لا يتمناه أحد. الرجل تحدث بعقلية الموقع الذي كان يشغله وهو رئيس هيئة المعلومات والتقديرات بالمخابرات العامة ومن خلال الدورات المتعددة التي حصل عليها ومنها الراقية من معهد العلوم الاستراتيجية دورة تحليل مضمون دورة مهارات إدارية من الولاياتالمتحدة عام 1994 دوروة الأمن القومي العالمي من جامعة كييل بألمانيا عام ..1995 كما تحدث بعقلية المشارك في حرب اليمن وحرب أكتوبر المجيدة من خلال القوات المسلحة وسلاح المظلات. وفيما يلي نص الحوار: * أحداث العباسية تفرض نفسها.. ما رأيك فيما يحدث؟ ** هذا جزء من المشهد العبثي ولكن الجزء الأخطر.. البعض يقود البلاد إلي حافة الهاوية والانهيار.. العباسية منطقة حساسة معظمها وحدات عسكرية.. ليست مكاناً يصلح للتظاهر.. من يريد التظاهر فهناك ميدان التحرير الذي حظي بشهرة عالمية وعلي من يريد ممارسة حقه الدستوري في التظاهر التوجه إلي التحرير. أما العباسية حيث مقر وزارة الدفاع والمنشآت العسكرية فلا وألف لا. ولعلكم تتذكرون ما حدث في بريطانيا بعد أحداث ثورة 25 يناير عندنا بشهور عندما انحرفت المظاهرات البريطانية وأصبحت تشكل خطراً علي الدولة أن رئيس الوزراء البريطاني تصدي للأمر بعنف قائلاً "عندما تفرض عليَّ الظروف الاختيار بين الوطن أو المواطن فإن الأولوية تكون للوطن".. وللأسف البعض عندنا لا يريد أن يدرك أن هناك جهات خارج مصر وداخلها لا تريد الاستقرار لمصر.. والبعض لا يريد أن يدرك أن القوات المسلحة لا تريد أن تلجأ للعنف رغم أن بعض الناس تحاول استدراجها إلي ذلك.. الجيش ملك للشعب والبعض يحاول الوقيعة بين الجيش والشعب ويحاول تخطي الخط الأحمر حتي يحدث ما لا آمل أن يحدث وهو أن نشاهد اللون الأحمر لون الدماء. إدارة الأزمات * كيف تركنا الأمور تصل إلي هذا الحد؟! ** للأسف نحن لم نتعلم الدرس من الماضي البعيد أو حتي القريب.. مازلنا نتعامل بطريقة رد الفعل.. لا توجد عندنا إدارة للأزمات.. المشهد مكرر ولا توقعات أو حلول أو سيناريوهات أو بدائل للتعامل معه.. لا توجد أداة استشعار وتحرك قبل الحدث.. لا توجد أحاديث بصراحة وبصدق مع الناس.. البعض يلعب علي المشاعر متناسياً أن الكارثة عندما تحل ستحل علي رءوس كل الموجودين.. ما معني تكسير مستشفي أو تحطيمه أو تحطيم الاستقبال به.. أين الوعي.. أين المنطق البعض يعود بالبلاد إلي الوراء وأنا دائماً أضرب مثلاً وأقول إذا أراد الإنسان الوقوف من علي المقعد فإنه يستهلك سعرات حرارية قليلة أما إذا أراد النهوض علي الأرض فإنه يستهلك أكثر فما بالك إذا أراد النهوض من تحت الأرض.. التكلفة ستكون عالية وغالية. انتخابات الرئاسة * هل تخشي أو تعتقد كما يخشي ويعتقد كثيرون أن هناك احتمالاً لتأجيل الانتخابات الرئاسية؟! ** أنا أثق فيما أعلنه المجلس العسكري من نيته في إجراء الانتخابات في موعدها وتسليم السلطة إلي رئيس منتخب وآمل كما قلت ألا يحدث ما لا يحمد عقباه.. وعلي الجميع أن يكون لديهم إحساس بالمسئولية ويدركوا أن الأمور وصلت إلي نقطة خطيرة.. أعمال الناس معطلة والبلد تعود للوراء وتنهار.. الحل الوحيد إجراء الانتخابات في موعدها حتي تتاح الفرصة أمام الرئيس القادم لإعادة البناء. الأمن .. والعلاج * ما هي أولي مهام هذا الرئيس من وجهة نظرك؟! ** استعادة الأمن وجمع السلاح المنتشر في البلاد خاصة الصواريخ المضادة للطائرات والأربجيهات وغيرها من تلك الأسلحة التي تسربت للبلاد من البلاد المجاورة والتي تشكل خطراً كبيراً علي مستقبل البلاد ويأتي في المرتبة التالية الأسلحة الأخري مثل الآلي وخلافه. ثم تأتي المهمة الأخري بإدارة الأزمات وضع الفريق القادر علي تخيل الأزمات وكيفية مواجهتها واستخدام حلول ليست نمطية واستخدام "المفتاح الصحيح في الكالون" والأدوات السلمية في كل موقف وإدارة المعركة بما تشمله من تخطيط وتنظيم وتعاون وتعامل.. والمهمة الأكبر لي في حال فوزي بالمنصب إن شاء الله استعادة شباب مصر وتجديد شبابها.. مهمتنا نحن كبار السن أن نخلق لمصر الصف الثاني سأستدعي 50 ألف شاب متعلم من جميع قري مصر وأعطهم دورة لمدة ستة شهور لتدريبهم علي كافة أعمال الوزارات في مصر ويعودون ومعهم حاسب آلي إلي قراهم ومدنهم ويكون لهم حق التوقيع الأليكتروني لحل مشاكل الناس في الصحة والزراعة والإرشاد الزراعي وخلافه وبهذا نوفر مجموعة من الشباب الفاهمين لعمل الحكومة وهؤلاء سيكون من بينهم أعضاء شعب وشوري ووزراء بل ورئيس جمهورية ونعاود الكرة لتدريب وتوظيف مجموعة أخري وهكذا تدور العجلة وتسير.. وبصراحة وأمانة فأنا أعتبر نفسي ومجموعة فوق ال 60 عاماً فترة انتقالية تعمل لضمان مستقبل البلاد ووضعها علي الطريق الصحيح ناهيك عن وضع استراتيجيات لجميع مناحي الحياة من تعليم وصحة وصناعة وزراعة ليتم طرحها علي الناس من خلال الإعلام ويناقشها مجلس الشعب حتي يتم إقرارها بحيث لا تكون مهمة أي وزير تغييرها بل العمل علي نجاحها ويكون معيار تقييمه في البرلمان كل عام هو مدي نجاحه في تنفيذ تلك الاستراتيجية.. تماماً مثلما الحال في الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة وخلافها.. الرئيس لا يستطيع تغيير سياسات حسب الأهواء أو الأمزجة.. كل شيء مخطط ومدروس لصالح البلاد. البحث العلمي * وماذا عن البحث العلمي؟ ** إنه القاطرة لكل شيء.. للتقدم وللمعرفة وللحياة وهو القادر علي تحقيق الاكتفاء الذاتي بل والتصدير من كل المواد الغذائية والسلع بداية من القمح والشعير والأرز ونهاية لكل شيء. التمويل * التمويل من أين؟! ** هذا سؤال جيد واجابته عندي فلا تنسوا انني كنت رئيساً لهيئة المعلومات والتقديرات بالمخابرات العامة ولدي علم بكل كبيرة وصغيرة من مواردنا ويكفي أن أشير إلي أننا نمتلك جبال ملح متكلس في واحة سيوة يمكن أن تدر لنا دخلا لا يقل عن 15 مليار دولار ناهيك عن الطاقة الشمسية التي تبحث عنها أوروبا ونمتلك مواردها وتتيح لنا مليارات علاوة علي تنوع السياحة وخلق أنواع جديدة منها تزيد الطاقة الفندقية من 240 ألفاً إلي 800 ألف غرفة و.. و.. أشياء كثيرة أخري محسوبة تماماً فهل تعلم مثلاً أنك لو فرضت علي كل مكالمة تليفون محمول 2 قرش صاغ فقط فإن الحصيلة 12 مليار جنيه في العام. متفائل * أخيراً هل سيادتكم متفائل؟! ** بدون أمل وتفاؤل لا يمكن الحياة.. ستصبح الأمور صعبة جداً. الصندوق الأسود * بمناسبة المخابرات ماذا عن الصندوق الأسود؟! ** ممنوع فتحه بحكم القانون "100" الذي يمنع علي من عمل في المخابرات الكشف عن أي معلومات.. وممنوع فتحه بحكم المنطق والأخلاقيات نحن نبدأ عهداً جديداً نريد أن نبدأه بنظافة وبملفات نظيفة طالما لا يضر الأمر بأمن البلاد ومن يمتلك دليلاً علي أحد عليه التقدم للنيابة.. نريد دولة سيادة القانون والعدل في كل شيء. * وماذا عن استطلاعات الرأي الذي تشير إلي تقدم مرشحين غيرك؟! ** أرجوكم لا تصدقوا استطلاعات الرأي المدفوعة مقدماً لصالح بعض المرشحين وانتظروا حكم الصندوق وللشعب.