رغم أن الوقت غير الوقت والزمن غير الزمن إلا أن هناك أناساً لا يدركون حتي الآن أن الدنيا قد تغيرت بعد نجاح ثورة 25 يناير وأصبح المواطن المصري يتمتع بالحرية والكرامة التي افتقدها علي مدار 30 عاماً من حكم الرئيس السابق. أيضاً هناك البعض من الذين يشغلون مهنا في غاية الأهمية والحساسية ويجب التعامل مع هذه المهن بشفافية وأن يكون أصحابها علي مستوي المسئولية خاصة ان وجدت حساسية بين هذه المهن والمواطن العادي حتي لا يساء فهمها ويتسبب أصحابها في وجود تصدعات وشروخ تحتاج لجهد من أجل علاجها. مطار القاهرة الدولي شهد واقعة مأساوية من قبل ضابط شرطة بميناء القاهرة الدولي تجاه موظف أمن بشركة ميناء القاهرة الدولي بسبب إصرار الموظف علي تطبيق القواعد والتعليمات مما أثار غضب الضابط وحدث ما لم يحمد عقباه وكادت تنتهي الواقعة بمأساة بسبب التعدي علي موظف الأمن بطريقة غير لائقة لا ترضي اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لأمن مطار القاهرة واللواء محمد كامل رئيس قطاع الأمن بشركة ميناء القاهرة الجوي والمعروف عنهما الحزم والشدة وقد أثبتت التجارب العملية حرصها علي الالتزام والعمل الدءوب منذ قيام الثورة ومروراً بالأحداث التي وقعت بعدها وتسببت في انخفاض التشغيل لشركات الطيران. التصرف غير المسئول من قبل ضابط الشرطة لا شك أنه تسبب في إيجاد حرج شديد لدي اللواء صلاح زيادة لأن الواقعة المأساوية وقعت أحداثها في مطار القاهرة الذي يضم العديد من الجهات سواء كانت تابعة لجهات سيادية أو حكومية والجميع يعملون في إطار منظومة عمل متكاملة.. كل جهة لديها ارتباط وثيق بالجهات الأخري من أجل تحقيق المصلحة العامة والحفاظ علي متانة البنيان ويواجهون السوس الذي ينخر في البنيان حتي لا يوشك علي الانهيار.. ولذلك كان التصرف اللائق والمسئول من القيادتين الشرطة وقطاع الأمن بشركة الميناء بصفاء النفوس ورأب الصدع والوصول إلي الصلح بين الجاني والمجني عليه في الواقعة المأساوية والتي تعد الأولي من نوعها التي شهدها مطار القاهرة الدولي. علي العموم مرت الواقعة بسلام ولم تكن لها تداعيات والفضل للقيادة الحكيمة لدي الجهتين.. لكن في نفس الوقت أنا علي يقين تام أن اللواء صلاح زيادة مدير أمن مطار القاهرة لن يقبل مرور هذه الواقعة مرور الكرام دون مساءلة بشأن التصرف غير المسئول من أحد أفراده الذي كاد يتسبب في أزمة لولا أن الله سلم. النافذة الأخيرة بعد غد.. تحتفل مصر للطيران بمرور 80 سنة علي إنشائها.. يوم 7 مايو 1932 خرجت مدرسة مصر للطيران للوجود بصدور المرسوم الملكي بإنشاء شركة مصر للطيران وقد كانت فكرة طلعت حرب باشا أن تقوم هذه المدرسة بتكوين قاعدة عريضة من الطيارين الذين سيتولون قيادة الطائرات المصرية علي خطوط الشركة التي تحمل اسم مصر وعلمها. مصر للطيران أول شركة طيران في إفريقيا والشرق الأوسط وسابع شركة علي مستوي العالم.. ريادة وتاريخ طويل.. وشمعة جديدة تضاف إلي مشوار الشركة الوطنية التي أصبحت الآن في مصاف شركات للطيران العالمية.. الريادة والتاريخ في نشاط النقل الجوي يفرض علي جميع العاملين ضرورة الحفاظ عليهما.