أرجو ألا يفهم الإخوان أن هذا المقال هجوم عليهم.. بل هو رصد واستعراض لما كان. واستقراء لما سيكون. وتحذير من التوابع. ونصح أمين لهم من منظور ديني وقومي بحت لعلهم يرتفعون لمستوي المسئولية ويقتنعون بأن أسلوبهم وفكرهم وطمعهم واستعجالهم في حصد الثمار خطر علي الوطن والشعب.. وعليهم أيضا. وأرجو ألا يفتئت الإخوان علي الحقائق كما هي عادتهم ويدعوا أن المقال دفاع عن المجلس العسكري والحكومة.. نعم احترم العسكرية المصرية وأقدرها وأشرف بها مثل كل المصريين لكن المجلس ليس معصوماً من الخطأ أو بعيداً عن النقد البناء. كما يشهد الله أنني ضد كل الحكومات المصرية لقناعتي بأن خطاياها أكبر من إنجازاتها. لكننا أمام ظرف دقيق مس فيه البعض الخط الأحمر.. وأخشي ما أخشاه أن يعبروه فتحدث الكارثة.. فمن اخترق احترق! لذلك.. وانطلاقاً من الآية الكريمة: "فذكر إن نفعت الذكري" "الأعلي 9".. أوجه هذه الرسالة المخلصة إلي السادة الإخوان علهم يهتدون ويرجعون عن غيهم الذي فقدوا بسببه معظم الشارع. أيها الإخوان.. أعرف جيدا أنكم ظلمتم كثيراً علي مدي 84 عاماً ولكن لا يجب أن يكون هذا الظلم دافعا لتدمير البلاد بلا وعي. هناك حقائق مهما غفلتموها فإن ذاكرة الشعوب قوية ولا تتعطل أو يصيبها النسيان.. وهي: * أولاً: أنتم لم تشاركوا بأي حال في الأيام الثلاثة الأولي للثورة.. بل انتظرتم حتي تظهر النتائج علي الأرض.. وعندما تأكدتم أن شباب الثورة الأنقياء استحوذوا علي الشارع فعلاً وأن الثورة في طريقها للنجاح بدأتم في دفع شبابكم يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 وكان هذا أول ظهور عملي وعلني لكم. * ثانياً: بعد تنحي الرئيس السابق يوم 11 فبراير بدأتم رحلة الغزل مع المجلس العسكري الذي أخطأ عندما ترك تحديد خارطة طريق المرحلة الانتقالية للقوي السياسية أو بمعني أصح لكم.. حيث فضلتم الانتخابات البرلمانية قبل الدستور كمرحلة أولي في برنامج الاستحواذ والتكويش. والغالبية العظمي من المواطنين وانا منهم اخطأنا بحسن نية حيث سرنا في نفس الطريق اشتياقاً منا لإجراء أول انتخابات برلمانية حرة دون أن ندرك نيتكم الخبيثة في السيطرة. * ثالثاً: تنفون عن أنفسكم التكويش والاستحواذ والسيطرة وتقولون إن ما تحت أيديكم هو البرلمان فقط.. وأحب هنا أن أذكركم انطلاقاً من الآية الكريمة: "وذكًّر فإن الذكري تنفع المؤمنين" "الذاريات 55".. إن كانوا مؤمنين فعلاً: 1-استحوذتم علي أغلبية البرلمان بغرفتيه بعد تراجعات كثيرة في نسبة المقاعد الراغبين فيها من 30 إلي 50 إلي 100% وفزتم ب 47% أليس ذلك مغالبة لا مشاركة؟ 2-قبل الانتخابات البرلمانية قلتم: لا دخل لنا بالحكومة إلا بعد انتخاب رئيس وأنكم لن ترشحوا أحداً للرئاسة بل وفصلتم د.عبدالمنعم أبوالفتوح بعد إعلان رغبته في الترشح للرئاسة. 3-بعد الاستحواذ علي البرلمان.. بدأت أطماعكم في الحكومة وقلتم نحن مستعدون لتشكيلها إذا طلب منا ذلك.. ثم أعلنتم الحرب علي الحكومة وجعلتموها "قضية العمر" بتلاكيك فارغة. واسلوب مفضوح رفضتم بيان الحكومة. ثم علقتم جلسات البرلمان بمسرحية هزلية متجاهلين الأغلبية الرافضة للتعليق وهو ما يحتاج إلي تحقيق مع د.سعد الكتاتني نفسه. 4-دفعتم بمرشحين للرئاسة.. واحد أساسي والآخر احتياطي وكأن مصر سيارة لها عجلات أساسية واستبن.. ما حدث حكومة ورئاسة غباء سياسي مستحكم. 5-رغم التحذيرات الكثيرة أصررتم علي التكويش علي غالبية مقاعد لجنة تأسيس الدستور حتي لطشكم القضاء الإداري "لطشة" مدوية فبدأتم في التسويف والمماطلة ليكون انتخاب الرئيس قبل وضع الدستور. 6-قبل البرلمان كان شعاركم "الشرعية للميدان".. وبعد خطف البرلمان رفضتم النزول للشارع وقلتم للقوي الوطنية "الشرعية للبرلمان وليست للميدان" ولم يكن لكم أي موقف يذكر فيما يحدث بالشارع حيث اتخذتم موقفا سلبيا منها علي طريقة "فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون".. وعندما وجدتم أنفسكم "مزنوقين" أمام ترشيحات الرئاسة.. عدتم من جديد تقولون "شرعية الميدان".. أين أنت ياحمرة الخجل؟! 7-الآن.. تصعدون المواقف بالتناغم مع المرشح المستبعد حازم صلاح أبوإسماعيل وتدفعون بعناصركم وأنصاره للزحف إلي وزارة الدفاع وتطلبون "سقوط العسكر" ألم يكن هؤلاء العسكر إلي ما بعد الانتخابات البرلمانية في نظركم هم الاطهار ورسل السلام والحرية؟.. انقلاب مفضوح أيضا وله أغراضه المكشوفة! أيها الإخوان.. لقد ذكرتكم بمساوئكم خلال 15 شهراً فقط وبتركيز شديد.. ومن المؤكد أنكم ستتبرأون من كل ما سبق ليصدق عليكم قول الحق: وإذا ذكرّوا لا يذكرون "الصافات 13". أيها الإخوان.. أرجو أن ترتفعوا لمستوي المسئولية وتوقفوا نزيف الدم والفوضي ولا تفتروا بأغلبيتكم البرلمانية لأن هذه الأغلبية لا تعني أبداً "أغلبية شعبية" ولتعلموا أنكم لا تعملون للحكم والقيادة الآن فكرياً وسيكولوجيا.. فليس بينكم حتي الآن رجل دولة واحد.. لا "شاطركم" هو صديق هذا الزمان كما ادعيتم. ولا "مرسيكم" هو أبوبكر الصديق كما افتأتم أو أفتي كبيركم. ولا "مرشدكم" هو الفاروق عمر كما تصورتم. أيها الإخوان.. نحن نريد رئيساً قوياً.. فالقوة العنصر الأهم الذي تحتاجه مصر اليوم وأنتم لا تملكونه.. أما إذا كان الرئيس غير أمين فهذا لا يهمنا لأننا كفيلون به وسوف نضعه في بورتو طره مع أشباهه. أيها الإخوان.. ربما تصلحون فعلاً بعد 10 سنوات عندما تتخلصون من عقد الماضي وشراهة الحاضر ويكون لديكم رجال دولة بحق وليس اناساً يريدون بيع مصر لقطر بحجة أن هذا طريق النهضة. أو اناساً يتلقون الأوامر من المرشد. لا تنفوا.. أبسط دليل أن المرشد منح مرشحكم "الحل من البيعة له" فرد عليه: سمعاً وطاعة.. وإذا أصبح رئيساً لا قدر الله فإنه سيقبل يد المرشد الذي سيكون ساعتها الخليفة ويبايعه من جديد علي السمع والطاعة والانبطاح. للأسف.. أنتم لا تتعلمون حتي من عدونا اللدود. ** آخر الكلام.. * للأمانة.. مقال اليوم مستوحي من مناقشات هادئة وهادفة ومستفيضة مع الصديق العزيز والأستاذ الجامعي د.طه سيف وهو من الليبراليين المحترمين جداً. * نفي حازم صلاح أبوإسماعيل أن تكون أمه أمريكية وأكد أنه لم يزور. الآن بعد إحالتك للنيابة.. آتتك فرصة من ألماظ قدموها لك بأيديهم فوق صينية من ذهب.. أثبت يا بطل إن والدتك ليست أمريكية.. والإثبات لابد أن يكون بالمستندات وليس بالكلام.. يعني هات ورقة من أمريكا تثبت بها أن الوالدة ليست أمريكية لأن الذي يثبت الجنسية أو ينفيها هي دولة التجنيس وليست الدولة الأم. * الطفل الذي أجبرته مدرسته الشيعية في البحرين علي تقبيل قدمها مصري. لأ مش مصري طلع بحريني. لأ ظهر أخيراً أنه مصري وتم فصل مدرسته.. ياناس حرام عليكم.. أين الشفافية؟!