لم يكن الاعلان عن ترشيح جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لخوض انتخابات الرئاسة مفاجئاً لي ولا للكثيرين غيري.. بل توقعته ونشرته قبل عشرة أيام. من يعرف الجماعة وتفكيرها واساليبها واطماعها واجندتها.. يعلم جيدا ان هذا القرار كان لابد أن يعلن.. وأن الأمر لم يكن سوي مسألة وقت فقط.. بصرف النظر عن النتائج. قد يستمر الترشيح حتي نهاية المطاف رغم أن حظوظ الشاطر ضعيفة. وقد يكون مجرد وسيلة ضغط لاقصاء وزارة الجنزوري علي طريقة "واحدة.. بواحدة" أو "سيب.. وأنا اسيب" ثم الاستحواذ علي الحكومة. وقد يتراجع الإخوان تماماً عن الترشيح حفاظاً علي وحدتهم وخوفاً من تزايد الاستقالات بين صفوفهم وخسارة كل الشارع. وبعيداً عن اسم المرشح وصفته.. فقد استفزتني 4 عبارات ذكرها د.محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة في مجال تبريره لقرار الترشيح : * الأولي : قال فيها : "كان هناك تعويق واضح لمسار الثورة"!! ارد عليه بأن المعوقات صناعتكم انتم لتصلوا الي غاياتكم.. ثم أي ثورة تتحدث عنها؟ هل تقصد ثورة يناير التي لم تشاركوا فيها إلا بعد التأكد من نجاحها ثم ركبتوها وخطفتوها من اصحابها الذين فجروها وضحوا من اجل مبادئها بالدم؟.. أم نفس الثورة التي رفضتم المشاركة في مليونياتها بحجة التهدئة والصالح العام في حين أنكم كنتم مشغولين بحصد مقاعد البرلمان بدليل نزولكم بكامل قوتكم فقط لرفض ما اسميتموه "وثيقة السلمي" لأنها تتعارض مع مصالحكم؟! ارجوك يادكتور.. انتم آخر من يتحدث عن ثورة يناير التي ركبها الجميع. وكسب منها الجميع.. ماعدا شبابها!! * الثانية.. قال فيها : "كان لابد ان نخطو خطوة لتشكيل حكومة تتحمل مشاكل الناس واهمها البنزين والأمن مما جعلنا نتجه للرئاسة"! ارد عليه : ما دخل حكومة فشل البرلمان في سحب الثقة منها في الترشيح للرئاسة؟.. الحكومة وستأخذونها بعد انتخابات الرئاسة سواء كان الرئيس منكم أو لا. الحكاية لا هي معوقات حكومية ولا مشاكل الناس ولايحزنون.. بل "تنفيذ اجندة الإخوان" بالسيطرة علي كل شيء حتي لو كانت حكومة الجنزوري.. حكومة ملائكة. * الثالثة : قال فيها : "ان ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة ليس تراجعاً عن موقفنا بشأن عدم ترشيح أي شخص من الجماعة لرئاسة الجمهورية ولكن الظروف الحالية التي تمر بها مصر هي التي دفعت الجماعة لاتخاذ هذا القرار"!! ارد عليه بأن هذا الكلام مغالطة مفضوحة... فإذا كان الترشيح ليس تراجعاً.. فهل معني ذلك انكم ترشحون الشاطر ومازلتم متمسكين بموقفكم بشأن عدم ترشيح احد من الجماعة؟ كيف يستقيم المعني؟ أم انك تتحدث الي مجانين أو مهابيل يادكتور.. احترموا عقولنا.. أو اصمتوا. ثم.. ان نغمة "الظروف" هذه اصبحت مملة ومضحكة ومستفزة لأنها الباب الملكي الذي تصلون دائماً من خلاله لأي شيء تطمعون فيه.. والأمثلة كثيرة ابتداء من الانتخابات البرلمانية واللجان النوعية واللجنة التأسيسية للدستور والحكومة.. وانتهاء بالانتخابات الرئاسية. * الرابعة.. قال فيها : "ان مصر تحتاج الي مرشح منا"!! ارد عليه بأن مصر يبدو أنها كانت في حاجة ماسة اليكم في كل شيء.. بدليل أن مجلس الشعب منكم. ولجانه منكم. ورئيسه منكم. ومجلس الشوري منكم. ولجانه ورئيسه ايضا منكم. واللجنة التأسيسية للدستور منكم. ورئيس اللجنة الذي هو رئيس مجلس الشعب منكم. والحكومة تريدونها منكم. ورئيس الجمهورية منكم. ومجالس معظم النقابات المهنية منكم.. وطبعا تحاربون لكي يكون جهاز المحاسبات والأمن الوطني والمجالس المحلية ورؤساء الشركات ومجالس ادارات وتحرير الصحف القومية منكم. اقولكم.. "تعالوا خدوا عمارتنا كمان.. ما هي حتة من مصر".. ومصر كلها تحتاج لمالك منكم!!! للأسف.. كان الإخوان وكنا معهم نعيب علي حكومة نظيف انها تضم العديد من الوزراء ورجال الأعمال.. بعضهم الآن في السجن والبعض هارب في الخارج والبعض علي قائمة الانتظار.. فإذا بالإخوان يدفعون بالشاطر للرئاسة رغم أنه احد كبار رجال الأعمال.. فهل كل من استثمر فلوس الإخوان بشكل ممتاز يترشح للرئاسة؟ لقد استوقفني تقرير لحزب الحرية والعدالة يقول ان الشاطر رجل اعمال شريف ابتعد عن دفع الرشاوي. نحن لانشكك في نزاهة الرجل وذمته المالية.. ولكن ما فعلته الجماعة هو عودة لدولة رجال الأعمال.. واذكر كاتب التقرير بأن رشيد محمد رشيد كان رجل أعمال شريفا قبل دخوله الوزارة.. ثم..!! إن ما فعله ويفعله الإخوان في البلد لايمت للسياسة بأية صلة حيث تجاوز المغالبة الي الخطف والاقصاء والسيطرة والاستحواذ علي كل شيء دون ترك اي شيء لأحد آخر. انه انتحار سياسي بكل ما يحمل التعبير من معني.. ولا حل سوي ثورة جديدة علي غرار ثورة يناير لمنع تكرار مهازل ما قبل الثورة.