مثلما هي فريدة في موقعها الجغرافي وتاريخها البطولي والنضالي.. هي أيضاً فريدة في عاداتها وتقاليدها وفي سلوك أهلها وطريقتهم في التعامل مع بعضهم البعض ومع الآخرين. فالمواطن البورسعيدي له خصوصية في ممارساته الحياتية في كافة الظروف التي يمر بها ناظراً باتجاه البحر وباتجاه الحلم والغد الافضل ترتبط الشخصية البورسعيدية بجذورها وتدافع عن مدينتها باستماتة ولاترضي عنها بديلاً.. وتتعدي بشراسة علي كل من يتعرض لمدينتها بسوء. وتشكل آلة السمسمية وجدان الشخصية البورسعيدية كإحدي مدن القناة التي تشتهر بها. والتي كانت تمثل طلقة الرصاص وقت الحرب. كما أن أغاني الضحة والصحبجية هي في خبرته أيضاً وقت الفرح.. فأغاني البحر هي رصيد الصياد وقت الصيد فيطلب من ربه الرزق بالغناء والموال الذي يهون عليه رحلته الشاقة في جلب الاسماك وتنتصر العديد من الافراح الشعبية لآلة السمسمية كموروث غنائي وشعبي تتميز به المدينة. وتتميز المدينة الباسلة. في رمضان عن غيرها من مدن الجمهورية في عاداتها المختلفة. فتنتشر موائد الرحمن بشكل كبير في شوارعها. وتعلق الزينات القماشية والبلاستيك الملونة. والرايات علي شرفات البلكونات ومداخل العمارات والمحلات ويمتد السهر حتي الصباح. وإذا حل العيد يذهب الجميع إلي البحر وأماكن الخلاء لصلاة العيد في الساحات المختلفة يرافقهم الاطفال حاملين البالونات وألعاب الاطفال وبعد الصلاة تبدأ الزيارات العائلية والعزومات وإعطاء العيدية ثم الذهاب إلي حارة العيد.. وهو مظهر فريد ومميز للمدينة. مثلما يحدث في عيد شم النسيم الذي تتحول فيه شوارع المدينة إلي كرنفال شعبي كبير. يضع الجميع فيه دمية "اللمبي" وهي عروسة من القماش تمثل رمزاً من رموز الفساد كما فعل محسن خضير وعائلته الشهيرة في شم النسيم الذين عبروا عن أحداث الثورة والفساد وصنع دمي كثيرة لرموز النظام السابق وهم في سجن طره. كما سخروا من بعض المتربصين الذين هاجموا شعب بورسعيد وتاريخها في أحداث الاربعاء الدامي "مجزرة الاستاد" كما أن العيد القومي "عيدالنصر" يمثل أحد أهم مظاهر الاحتفال السنوي بذكري 23 ديسمبر وهي خروج آخر جنود العدوان الثلاثي من بورسعيد. ويحزنون إذا لم تحتفل به الدولة بالشكل اللائق. فبورسعيد لاتنسي أبداً تاريخها البطولي ولاتنسي رموزها وأبطالها. فلا يمر عام دون أن يتذكرهم الفنانون والادباء ويقدمون عنهم احتفاليات وطنية مسرحية..وأكلة السمك. هي الوجبة المفضلة لدي البورسعيدية الذين يعشقون السمك الشبار "البلطي" الصغير الذين يطلقون عليه اسم "الجوابي" الذي يشكل الوجبة الرئيسية لهم. كما أنهم يتفنون في صناعة وجبة السمك. خاصة ما يسمي "الصيادية" وهي بالشوربة الغامضة والبصل ومع الارز المدفون بالجمبري علي شوربة "السي فود"..كما أن هواية الصيد لدي المواطن البورسعيدي هي مثل الماء والهواء. يخرج فجر الجمعة يوم الاجازة في رحلة صيد السنار إلي مناطق الجميل وشرق بورسعيد وبحيرة المنزلة.