في إطار تواصلي مع القراء أتلقي إهداءات عديدة من القصص ودواوين الشعر التي يجمع بينها خيط واحد هو حب الوطن ذلك الحب الذي راح يفصح عنه القاص المبدع ابن الشرقية محمود أحمد علي ففي مجموعته الأخيرة "ذلك الصوت" أخذ يرصد مواطن الوجع الذي ألم بجسد معشوقته مصر بحس واع وروح مثابرة تراقب الظلم ولا تشارك فيه.. ترفض الاستسلام وتتحمل بشجاعة كل تبعاته. في استهلالته "رفض" قدم لنا المؤلف شخصية "أشرف" هذا الإنسان الوفي الذي عاد لتوه الغربة متلهفاً لرؤية صديقه المخلص الذي يفترش بضاعته بميدان رمسيس.. لكنه عندما وصل الميدان لم يجد التمثال فراح يصرخ: "ليس هذا ميدان رمسيس.. أنا عايز رمسيس وش السعد والخير عليَّه"!! أخذتني تلك الاستهلالة لليوم الذي أذاعوا علينا فيه قرار نقل تمثال رمسيس من مكانه الشهير المقابل لمحطة مصر.. وهو قرار بصرف النظر عن الأسباب التي ساقوها إلينا حينئذ إلا انه أشعرنا بأن هناك حدثاً جللاً مقبلة عليه المحروسة ولم لا وكل شيء حولنا كان يتبدل ويتغير ولأسباب كثيرة استعصت وقتها علي الفهم ولم تفصح عنها عناوين الصحف أو نشرات التليفزيون!! باختصار كانت صرخة أشرف مدوية رددها معه جميع الثوار في مختلف ميادين مصر الشعب يريد اسقاط النظام.. وعودة المحروسة! وفي "المختلف " يوجه صاحب المجموعة اتهاماً صريحاً لكل من آثر الصمت واستسلم للواقع حاضراً مشهد سيارات الميكروباص حيث السائق الجشع الذي يمارس هوايته في ابتزاز الركاب حتي آخر رمق وهم مستسلمون ولكل منهم مبرراته في قبول هذا الابتزاز باستثناء راكب واحد رفض أن يكون ألعوبة في يد سائق أو قائد فآثر قطع عشرات الكيلو مترات سيراً علي الأقدام وسط الجبال والذئاب علي أن يتحكم فيه سائق ويهدر كرامته. هؤلاء المستسلمون وصلوا بالفعل إلي بلدتهم لكن بعد قهر وذلة ومرار أما الراكب المختلف فقد رأوه عائداً مرفوع الرأس.. موفور الكرامة ليبقي السؤال لكل منا أي الطريق تحب أن تختار؟! * رسائل إلي مصر المحروسة: بعد حريق السويس .. وحريق طنطا.. ومن قبلهما مذبحة بورسعيد أتساءل هل هي الصدفة أم سبق الاصرار والترصد بكل من آمن بالثورة وطالب بالتغيير وفي مقدمة هؤلاء وكعادتهم فدائيو خط القناة والدلتا! أرض الفيروز سيناء الحبيبة.. ظلموك عقوداً لكن عزاءنا أن ما أصابك لم يصبك وحدك بل طال الوطن كله وأملنا بعد الثورة أن تعودي "كاملة لينا" لنشعر بحق بطعم العيد.