عشت الأيام الخمسة الماضية في أحضان العراق خاصة بمحافظة النجف التي بها من الروحانيات ما ذكرني بمشاعر الحج والاعتمار التي أنعم عليا بها ربي قبل سنوات عشت علي هامش رحلة العمل لافتتاح مكتب المجلس الدولي للصحة والتربية البدنية والترويح والرياضة والتعبير الحركي بجامعة الكوفة والذي ترأسه الدكتور الشاب الناجح عقيل الأعرجي الذي بدل صورة العراق المشوهة إلينا من حيث الشوارع الخطرة والانفجارات التي لا تنتهي في أي وقت ولكن نزلنا لبغداد ليلة السبت الماضي وسرنا في شوارعها بأمان حتي حدود محافظة النجف الأشرف حيث اصطحبتنا سيارتان مصفحتان تابعتان لوزارة الداخلية العراقية من الأمام والخلف مما أدخل القلق لنفوسنا ولكن قال لنا صاحب الدعوة بإنه تكريم وليس تأميناً ووصلنا النجف فلم أجد فتاة أو امرأة متبرجة في كل المدينة حتي بجامعة الكوفة وكلياتها المشتركة بنين وبنات فالتعامل في إطار أكثر من محترم في مجتمع يسوده الطمأنينة والمحبة والترحاب ولا تسمع كلمة سواء من رجل أو سيدة إلا من نوعيه "علي راسي" "تكرم يا بطن عيوني" "تأمرني يا حبيبي وجلبي أي قلبي" "مولاي" "بعد روحي" ثم في آخر كلامهم دعاء لك بالخير والأمان هكذا تذوب في حديث حلو المذاق يحيطه أخلاق روحانيات الأئمة المسلمين فهم جيران وأحباء آل البيت مثلنا تماماً بالقاهرة بداية من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وضريحه المعروف بالعتبة العلوية مروراً بالحسن والحسين وستنا فاطمة النبوية وزين العابدين بن علي والإمام العباسي عليهم رضوان الله فتجد كل الود والاحترام والمحبة وكرم الضيافة الحاتمي نسبة إلي رمز الكرم العربي "حاتم الطا ئي" العراقي الأصل وحسن الاستقبال الذي يعكس مدي كراهية الغرب لنا وإرادته في تفكيك الأخوة المتحابين في الله فكما تآمر السابقون وقتلوا سيدنا علي ومن بعده الحسن مسموما والحسين مذبوحاً والآن تكتمل المؤامرة علي أحفاده وذريته العراقيين والعرب من بعدهم.. عموماً عراق ما قبل 2003 تختلف كل الاختلاف عن العراق الحالي فما دمرته الأيادي القذرة يبنيه الآن أبناء العراق وكما قال لنا المهندس جاسم محمد جاسم وزير الشباب والرياضة العراقي في استقباله لنا بمكتبه بأن العراقي لا ييأس ويقوم من مصيبته أقوي من الأول فها هو الدرس المستفاد من تلك البلد الشقيق وتلك الرحلة الذي أتمني أن أذكر كل من قابلته فردا فرداً لرد تحيته وكرمه مع "أحبائنا المصريين" كما ينادونا هنا والشكر موصول للدكتور عادل النشار رئيس المجلس الدولي الذي أوصل ما قطعه الآخرون وللدكتور مسعد عويس نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وهنا أجد الرياضة تعلمنا درساً بل دروساً مفادها نشر المحبة وتوطيد العلاقات والصداقات بين أبناء العروبة التي تمزقت أوصالها من المحيط للخليج ومن النيل للفرات فكل في واد وكل مشغول ويبكي علي ليلاه.. ولكن أم أجد ليلي أو عبلة فوجدت شيبوب بدون عنتره ووجدت دعاه للرقي بعيدين كل البعد عن النماء والبناء فكم أتمني أن نتحد تحت لواء واحد هو لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله الذي هدانا للاتحاد كي نكون أقوياء في حزب عنوانه المحبة والأخاء والسلام.. وللحديث بقية بإذن الله.