أبدت وسائل الإعلام الغربية تشاؤمها الشديد بالنسبة لمسيرة الانتخابات الرئاسية في مصر. بعد استبعاد عشرة من المرشحين علي رأسهم المهندس خيرت الشاطر نائب رئيس جماعة الإخوان المسلمين. والمحامي الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المرشح السلفي وعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق. وتوقعت الصحف ووكالات الأنباء الغربية أن تعم مصر في الفترة القادمة موجة اضطرابات هائلة يقودها السلفيون بعد استبعاد مرشحهم الذي كان الأوفر حظاً للوصول إلي المنصب في رأيهم خاصة انهم ليس لهم بديل في سباق الرئاسة عكس الإخوان المسلمين ومرشحي النظام السابق "الفلول" حيث يوجد للإخوان الدكتور محمد مرسي. وللنظام السابق أحمد شفيق وعمرو موسي. وركزت وسائل الإعلام الغربية علي أن مصدر الاضطرابات المتوقعة هم السلفيون بالذات .. واشتركت في ذلك كل من صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية وهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" وشبكة "بلومبرج" الأمريكية و"نيوزويك" الأمريكية و"لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية و"وول ستريت جورنال" الأمريكية. كل هذه الصحف والوكالات توقعت أن تسود مصر حالة فوضي عارمة. وسيكون هناك صدام بين الإسلاميين وحكام البلاد العسكريين. وتخوفت من حدوث فوضي تفسد أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في البلاد. والسؤال هو علي أي أساس توقعت وسائل الإعلام هذه حدوث هذه الفوضي العارمة في مصر؟! لاشك أن هناك ردود فعل غاضبة ممن تم استبعادهم .. لكنهم انصاعوا للقرار. حيث أكد اللواء عمر سليمان احترامه للقرار والقضاء .. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين الدفع رسمياً بالدكتور محمد مرسي بديلاً للمهندس خيرت الشاطر .. في الوقت الذي أكد فيه الأخير بالتحذير من محاولات تستهدف انتخاب رئيس للجمهورية ينتمي لفلول النظام السابق. وأعلن باقي المرشحين المستبعدين احترامهم للقرار رغم اعتراضهم عليه وهم أيمن نور وممدوح قطب وأحمد حسام الدين خيرت وإبراهيم الغريب وأشرف بارومة وأحمد عوض الصعيدي. وطالبوا بوجود جهة أخري يمكن للطعن أمامها. إذن .. لم يبق سوي الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل وأنصاره الذين أظهروا غضبهم من استبعاده واعتبروه مؤامرة أمريكية إسرائيلية ضد مصر .. وبدأ بعضهم اعتصامات ومظاهرات. لكننا لا نتوقع في أسوأ الظروف أن ينزلق الشيخ وأنصاره إلي حد الصدام بالدولة ممثلة في المجلس العسكري والشرطة العسكرية وقوات الداخلية .. لأن الشيخ وان كان في قمة غضبه يدرك العواقب المؤلمة لهذا الصدام. وإذا كان حديث البعض يدور حول خروج الإسلاميين من السباق بعد استبعاد الشاطر وأبوإسماعيل .. فإنه مازال موجوداً في الساحة ثلاثة يمثلون هذا التيار وهم الدكتور محمد مرسي"إخوان" والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح "إخوان سابق" والدكتور محمد سليم العوا "إسلامي مستقل" والتيار الإسلامي موجود بقوة في مقابل الفريق أحمد شفيق وعمرو موسي اللذين يحسبان علي النظام السابق. بينما عمرو ينفي انتماءه للنظام السابق جملة وتفصيلاً. هناك مرشحون آخرون مستقلون أظهرهم حمدين صباحي وهو وجه له قبول لدي جموع كبيرة من المواطنين وكذلك المحامي الشاب خالد علي وغيرهما. والذي لا شك فيه إطلاقاً ان من سيجلس علي كرسي الرئاسة سيكون باختيار حر ونزيه من جموع الشعب. ولا مجال للحديث عن حدوث أي تزوير .. فالانتخابات ستكون علي مرأي من الجميع وبمراقبة من الشعب أولاً ومن مندوبي المرشحين ثانياً ومن منظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي وتحت إشراف قضائي تام. ويوم ان يشعر الشعب بتدخل أية جهة لتغيير إرادته سوف تنتفض ثورة جديدة .. وعنيفة.