قيام التراس الأهلي بمنع فريق جامعة بورسعيد من اللعب في بطولة الجامعات للكرة الخماسية بجامعة حلوان يعد مؤشراً خطيراً بأن توابع مجزرة مباراة الموت مازالت وستظل تلقي بظلالها علي مستقبل الكرة المصرية وتهدده إذا لم يتم البحث عن حلول جذرية لتحقيق المصالحة والتهدئة بين جماهيربورسعيد والأهلي من خلال المبادرة التي تقدم بها كامل أبوعلي رئيس النادي المصري والتي مازال مجلس إدارة الأهلي يترقب الوقت المناسب لقبولها.. ومن جانبه قام مجلس المصري بالاستعانة ببعض نجوم الأهلي الكبار ممن يتمتعون بحب وثقة وتقدير الجماهير وبصفة خاصة الثلاثي محمود الخطيب وطاهر أبوزيد ومحمد أبوتريكة للتدخل لإحياء مبادرة أبوعلي والتي من شأنها ان تعيد الوئام والمودة والمصالحة والتهدئة بين جماهير وإدارة الناديين كونها الطريق الوحيد لانقاذ مستقبل الكرة المصرية.. لأنها ستظل علي صفيح ساخن إذا لم تر هذه المبادرة النور بسبب حالة الصراع والاحتقان والرغبة في الثأر والانتقام المشتعلة بين التراس جماهير الناديين بصفة خاصة وبين باقي تنظيمات التراس الأندية الجماهيرية الأخري الزمالك والاسماعيلي والاتحاد السكندري وجاءت واقعة منع جامعة بورسعيد من اللعب لتعكس لنا مدي خطورة الموقف والخطورة الشديدة تشكلها تنظيمات الالتراس علي أمن واستقرار المجتمع ومستقبل الكرة في المرحلة القادمة.. ولذلك سيظل قرار وزارة الداخلية بإلغاء النشاط الكروي هذا الموسم دوري وكأس والاكتفاء فقط بمشاركة الأندية والمنتخب الوطني في البطولات القارية والدولية وإقامة مبارياتها بدون جماهير هو القرار السليم والحكيم والأمثل حتي يتم القصاص من قتلة شهداء مباراة الموت في بورسعيد ويعود الاستقرارالسياسي والأمن والأمان للمجتمع ونتخلص من مظاهر الانفلات الأخلاقي قبل الأمني التي نعاني منها واتخاذ كافة التدابير والإجراءات والعقوبات القانونية الرادعة لمثيري العنف والشغب والبلطجية في الملاعب وتحقيق التهدئة والمصالحة بين جماهير الأندية والتخلص من كل مظاهر التعصب والاحتقان الكروي وإقامة المباريات الدولية فقط وبدون جماهير يمثل فرصة ذهبية أمام الجميع للتعامل معها وكأنها فترة نقاهة لإعادة الحسابات وترتيب الأوراق للتعافي والاستشفاء تماماً من كل سلبيات إدارة اتحاد الكرة الجديد الذي سيتم انتخابه عقب أولمبياد لندن ليقود مسيرة اللعبة لمدة أربع سنوات ومن الطبيعي أنه سيضم وجوهاً وأفكاراً جديدة تعلق عليها آمال عريضة لإنقاذ الكرة المصرية من عثرتها والخروج بها من هذا النفق المظلم الذي قادها في النهاية لأن تسيل الدماء علي الملاعب الخضراء بعد أن قتلت الجماهير بعضها البعض في جريمة بورسعيد المروعة التي هزت وجدان العالم بأسره وهنا لابد من الاشادة بقرار مجلس المصري بقيادة كامل أبوعلي بتشكيل قافلة من النادي وجماهيره تضم نجوم ورموز الكرة المصرية للقيام بزيارات ميدانية إلي الأندية الجماهيرية جميعها من أجل تدعيم روابط وأواصر الصداقة ومد جسور التعاون وإعادة الوئام وتحقيق التهدئة والمصالحة بالوسط الكروي بأكمله وتوجهت القافلة الأولي بزيارة للنادي الاسماعيلي ورأسها عاطف مبروك نائب رئيس المصري وبعدها سوف تتوجه القافلة إلي ناديي المحلة والاتحاد السكندري ثم الزمالك علي أمل ان يكون مسك الختام لهذه المبادرة الجديدة في النادي الأهلي في حضور ممثلين عن جميع الأندية الجماهيرية وياليت قيادات الأندية الكروية والجماهيرية تحكم العقل وتضع المصلحة العليا للكرة المصرية والاستقرار الاجتماعي فوق أي اعتبارات ويتم تفعيل مبادرات التهدئة وجعلها أمراً واقعاً وسلوكاً ومظهراً حضارياً في الرياضة المصرية بالتخلص تماماً من مظاهر التصعيد والرغبة في الانتقام لأن قضاء مصر العادل سوف يقتص من مرتكبي جريمة مباراة الموت لأن ما حدث في جامعة حلوان يذكر ان مستقبل اللعبة في خطر ويسوده حالة من الضبابية والغيوم والغموض.