الذين خرجوا لتأييد اللواء عمر سليمان ومباركة ترشيحه لرئاسة الجمهورية أعلنوا دون أن يقصدوا عن هويتهم وهويته.. وعن توجهاتهم وتوجهاته التي سترفع مصر إلي مصاف الدول الكبري وتحفظ كرامتها وكبرياءها وتحقق أهداف ثورتها المجيدة. وهؤلاء يستحقون الشكر علي كل حال.. فقد نبهوا الشعب مبكراً جداً إلي ما سيكون عليه الوضع لو نجح مرشحهم.. والمصير الذي ينتظر مصر عندما يجلس عمر سليمان علي كرسي الرئاسة. قالت صحيفة "الأخبار" ان هؤلاء الانصار حملوا صوراً ولافتات لتأييد عمر سليمان.. وعلي مدار 7 ساعات ظلوا يرددون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا سليمان" و"الشعب يريد عمر سليمان". الله.. الله.. ماذا تغير في مصر بعد الثورة؟!.. هل تتذكرون هذين الهتافين؟!.. لعلكم تتذكرون.. الأول هتف به أجدادهم لعبدالناصر والسادات.. فقد كان النشيد الوطني للاتحاد القومي ثم للاتحاد الاشتراكي العربي ثم لحزب مصر ثم للحزب الوطني.. وهتفوا هم به لمبارك مرات ومرات حتي صار مثاراً للسخرية وعلامة مسجلة لعبيد الطغاة.. من القذافي إلي صدام إلي حافظ وبشار الأسد إلي بن علي وعلي عبدالله صالح. هذا الهتاف الأثير الذي يطرب المستبدون والطغاة لسماعه.. وكنا نتصور أن الثورة المباركة قد اسقطته للأبد ووضعته في خانة المحظورات لكن أنصار اللواء عمر سليمان جاءوا ليذكرونا به.. بارك الله فيهم.. فقد حذرونا من جديد.. ونبهونا إلي أن عربة الوطن تسير إلي الخلف.. وأن الشعب الثائر الذي نام طواعية عن الثورة يمكن أن يعيش مرة أخري ليسمع ويري من يهتف بحياة قاتليه. وأما الهتاف الثاني "الشعب يريد عمر سليمان" فلم يكن في الواقع أكثر من انتهاك وتزييف للهتاف الحقيقي الرائق الذي خرج بتلقائية خارقة ليعبر عن إرادة الشعب "الشعب يريد إسقاط النظام". نعم.. كان الشعب يريد اسقاط النظام بكامل هيئته.. بشخوصه وسياساته وتوجهاته لكي يبني نظاماً جديداً بديلاً.. لم يكن الهتاف "الشعب يريد إسقاط مبارك وحده".. فكيف يجري تزييف الوعي العام وانتهاك الهتاف الذي دخل التاريخ وحفظته كل شعوب العالم ليهتف به الانصار- الفلول- بصيغة مستفزة "الشعب يريد عمر سليمان". واذا سألت: أي شعب هذا الذي يريد عمر سليمان ترد عليك صحيفة الأخبار موضحة: "كان من أبرز أنصار عمر سليمان كل انصار الرئيس السابق حسني مبارك المعروفين اعلاميا بجماعة "آسفين يا ريس" وعلي رأسهم كريم حسين رئيس الرابطة والمحاميان المتطوعان للدفاع عن مبارك وكل أنصار مبارك الذين كانوا يتابعون جلسات المحاكمة.. وأيضا ظهر معهم مجموعة من انصار رجل الحزب الوطني المحبوس أحمد عز وعدد من نواب الحزب المنحل. وأضافت "الأخبار" أن هؤلاء جميعا أكدوا ثقتهم بأن سليمان هو الرئيس القادم وأنهم واثقون ان الحكومة المصرية الجديدة- التي سيشكلها- لن تخون الرئيس السابق حسني مبارك وأن فوز عمر سليمان سيساعد في تبرئة مبارك من كل التهم الموجهة اليه وإلي نجليه. هل وصلتكم الرسالة؟! هل أدركتم لماذا جاء هتاف الانصار "الشعب يريد عمر سليمان"؟! الشعب يريد عمر سليمان لأنهم واثقون بأنه الرئيس القادم.. لا أدري كيف ولكنه القادم حتما.. وعلي جوقة النفاق اياها أن تهرول بسرعة نحوه لتحجز مكانا لنفسها في دبابته التي سيحطم بها الاخوان والليبراليين والسلفيين وأصحاب اللسان الطويل وينهي بها هذا السيرك الديمقراطي المنصوب حاليا. الشعب يريد عمر سليمان لأنه ورجاله سيسيرون في الاتجاه المعاكس للثورة يقينا.. هم واثقون بأنه لن يخون مبارك وسيساعد في تبرئته وتبرئة نجليه من كل التهم الموجهة اليهم أما الثورة فانها تريد من الرئيس القادم ألا يخون أهدافها وألا يخون دم الشهداء وجراح المصابين وأن يضمن محاكمة جادة وحازمة وشاملة وعادلة لمبارك ونجليه وحاشيته وكل من أشارت إليه أصابع الاتهام في جرائم الفساد ونهب ثروات البلد وكل من تورط في خدمة المشروع الامريكي الصهيوني وزيف إرادة الشعب. مرة أخري.. هل وصلتكم الرسالة؟!