وسط حالة العراك التي تشهدها الساحة السياسية في بلادنا. أجد أن الأمور لا تجد نفس الاهتمام. في النواحي الاقتصادية رغم أهميتها القصوي. فقد نقص الرصيد المالي في الخزانة العامة إلي حد يدعو إلي القلق. ورغم ذلك لم نجد من يتصارعون علي الكراسي السياسية يضعون هذه القضية في بؤرة اهتمامهم. لم نجد نواب مجلس الشعب يواصلون الليل بالنهار لإيجاد مخرج لهذا الوضع الخطير الذي تتعرض له البلاد. الكل مشغول باللجنة التأسيسية. وبمن دخلها ومن خرج منها. ولم ينتبهوا للارتفاع المهول في أسعار المواد الغذائية. وفي أسعار أنابيب البوتاجاز. لأنها متوفرة في السوق السوداء أكثر من السوق العادية. مشغولون بأن كل من هب ودب ذهب لسحب أوراق ترشيحه للرئاسة. فهذا سباك وآخر بشبشب!!.. حتي تحول الأمر إلي نكتة سخيفة. ولم ننتبه إلي أن الحمي القلاعية دمرت ثروتنا الحيوانية. والخسائر بالمليارات. ناهيكم عن أن أسعار اللحوم والدواجن والأسماك سوف تصبح فلكية. ولم نجد أحداً من هؤلاء المتصارعين علي حكم أم الدنيا يقدم لنا حلاً عاجلاً لهذه الأزمة. حتي ولو في مؤتمراته التي يعقدها. أو حتي بتبنيه أو رعايته لندوة تناقش هذه القضايا الاقتصادية الملحة والتي لا تحتمل التأجيل. وهناك من يحاول إثارة القلاقل في البلاد. تارة بتنظيم مليونية من أجل كذا. أو مسيرة للمطالبة بكذا. وزاد الطين بلة هذه الاحتجاجات الفئوية التي أصابت اقتصاد البلاد في مقتل. ولم ينتبه هؤلاء إلي أن البلاد تم إغراقها بكافة أنواع الأسلحة. وأن نذر نشوب حرب أهلية في طول البلاد وعرضها أصبحت وشيكة. أفيقوا يا سادة. ولنجتمع علي كلمة سواء من أجل إنقاذ مصرنا العظيمة من الانهيار.. فهي لا تستحق منا إلا كل خير.