أثق تماماً أن مملكة البحرين الشقيقة ملكا وولي عهد وحكومة وبرلمانا سوف توقع العقاب الذي يتناسب مع الجرم البشع الذي ارتكبته معلمة بحرينية ضد طفل مصري لا يدرك من أمر الدنيا شيئا ولا يعي التصرف المهين الذي أجبرته المعلمة علي فعله وهو تقبيل قدميها لمدة خمسة أشهر متتالية!! الطفل اسمه عمر محمود أمين خطاب.. لا يتعدي عمره أربع سنوات ألحقه والده للدراسة بمدرسة النور العالمية الخاصة بالبحرين.. وتم اكتشاف الواقعة بالصدفة عندما ذهب الطفل عمر إلي والدته وقال لها اني أحبك ثم أنحني وقبل قدم أمه.. وعندما استفسرت منه وسألته: لماذا تفعل ذلك؟! أجاب: هذا ما أفعله مع معلمتي.. وهي مثلك!! الموضوع لا يتعلق في رأيي بإهانة كرامة طفل مصري لم يدرك بعد مدي بشاعة هذا العمل الدنئ الذي أصرت عليه المعلمة.. وانما يتعلق أصلا بنفسية وأخلاقيات هذه المعلمة والعقدة التي تتحكم في سلوكها ويجعلنا نتساءل: * ما هو التصرف الذي يمكن أن يرتكبه طفل في الرابعة من عمره ومازال غضا طريا لكي يجعل أحقاد هذه المعلمة تتصاعد إلي توقيع هذه العقوبة اللاإنسانية عليه؟! * هل هذه المعلمة مؤهلة أصلا للتدريس للأطفال خاصة أن المدرسة التي عينتها في هذه الوظيفة من المفترض أنها علي مستوي راق وتختار هيئة تدريسها بعناية فائقة وتسمي: "مدرسة النور العالمية الخاصة"؟! أم أن الواسطة لعبت دورها في تعيين هذه المعلمة المعقدة والمريضة نفسيا؟! * هل كانت إدارة مدرسة "النور" تغط في سبات عميق طوال هذه الشهور الخمسة ولم تسمع عن هذه العقوبة؟! أم أنها سمعت وتغاضت؟! وفي كلتا الحالتين لا يصح تسميتها مدرسة "النور" وانما الأدق أن تسمي مدرسة "الظلام والجهل". * ماذا لو لم يتم اكتشاف هذه الواقعة بالصدفة؟! بالطبع كانت المعلمة ستتمادي في غيها وتظل تجبر الطفل المسكين علي تقبيل قدميها لتغرس فيه عقدة الاهانة التي تلازمه طوال حياته. مشكورا.. مجلس النواب البحريني الذي انتفض لهذه الواقعة. وهدد عدد من أعضائه باستجواب وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي اذا حدث أي تهاون في اتخاذ الاجراءات الإدارية اللازمة لمعاقبة المتورطين فيها. قال النواب كما ذكرت صحيفة البلاد البحرينية ان ما جري مع الطفل عمر من اجباره علي تقبيل قدم معلمته أمر مخز. وطالبوا بسرعة إنجاز التحقيق الذي أمر به الوزير النعيمي. أيضا مشكورا اهتم الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشئون الإسلامية بالواقعة.. وأكد أنه ليس من مصلحة أحد أن يتستر علي من ارتكب جريمة ولا أحد يقبل بالاعتداء علي أحد. وطالب بأن يكون الجميع علي ثقة بالتحقيقات الجارية واحترام الاجراءات والنتيجة التي تنتهي اليها. وأعلن وزير شئون مجلس الشوري والنواب عبدالعزيز الفاضل أنه تأكد شخصياً من وزير التربية والتعليم أن الوزارة تجري حالياً تحقيقاً فيما حدث.. وأن البحرين لن تقبل أي شئ يمس الأطفال وتعهد باطلاع مجلس النواب علي ما يتم من اجراءات في هذا الشأن. وكان الدكتور ماجد النعيمي قد أعلن رفضه لهذه الممارسات وضرورة محاسبة المخطئ. وانه منح مدرسة النور مهلة 10 أيام للوقوف علي حقيقة ما جري. وهدد بوضع المدرسة تحت اشراف الوزارة واحتمال سحب ترخيصها. لقد زرت مملكة البحرين أكثر من مرة ومنذ أول زيارة أدركت أن شعبها يختلف تماما عن باقي شعوب دول الخليج من حيث الرقة في التعامل والتحضر في التصرفات. واحترام الأشقاء من باقي الدول العربية.. وأن هذا الشعب ومليكه وحكومته يكنون حبا واحتراما خاصا للشعب المصري.. والعلاقات بين البلدين علاقات أخوة صافية وتعاون خلاق. ومن هنا قلت في بداية هذا المقال انني واثق بأن العدالة ستأخذ مجراها في واقعة الطفل عمر.. وأن المعلمة ستنال العقوبة التي تتناسب مع الجرم الذي ارتكبته في حقه.