أزمة البنزين ترقص علي السلالم.. لا تعرف ما اذا قاربت علي الانفراج أم ان وزارة البترول دفعت بمسكنات مؤقتة بمحطات البنزين لعلاج الصداع المزمن الذي حول حياة المصريين لجحيم. قمنا بعمل جولة علي عدة محطات وقود بمناطق مختلفة بوسط القاهرة ووجدنا ان الوضع وان كان شهد تحسنا طفيفا الا ان هناك كثيرين من المواطنين اصحاب السيارات لم يشعروا بالارتياح الكامل وان كان شبح نفاد المواد البترولية لم يعد يطاردهم. إسلام محمود مدير إحدي محطات الوقود أكد ان "البنزين والسولار" بمختلف انواعه متوفر ولكن بكميات محدودة وكافية ولكن الاقبال الكبير من الجمهور يحول دون ان يتم ارضاء كل اطياف المستهلكين فهناك أزمة حقيقية في سلوك البعض من سائقي المركبات تتمثل في رغبته في الحصول علي أكبر قدر من البنزين لسيارته رغم ان لديه كميات تكفيه مما يتسبب في زيادة الضغط والتكالب والزحام علي المواد البترولية. أضاف: الكميات المتوفرة جاءت متوازية مع احتياجات المواطنين لكن الاقبال المتواصل علي السولار بالتحديد من قبل سائقي الميكروباصات وسيارات النقل والاتوبيسات لا يوازي الطلب علي البنزين فالسولار يأتي بكميات كبيرة تفوق الطاقة الاستيعابية للمحطة ولكن نتحسب وجود اقبال وزحام شديد علي "الجاز" السولار كما نطلق عليه نظراً لاستخدامه من قبل سيارات الاجرة والنقل لذا طالبنا بكميات اضافية واليوم جاءت لنا اضعاف الكمية المطلوبة حتي ننهي الطوابير الكبيرة التي امتدت لشوارع محيطة بالمحطة. ويشير إلي ان الاقبال الشديد كان السبب اليوم في نفاذ الكميات البترولية في أقل من 3 ساعات في الصباح حيث جاءت شحنة تقدر ب 11 ألف لتر سولار نفذت تماما في وقتها لكن امام ذلك انتهت الطوابير علي مدار اليوم. يضيف نواجه ازمة حقيقية من خلال بعض السائقين الذين يأتون حاملين عبوات "جراكن" يريدون ملئها بالسولار أو البنزين وذلك بغرض المتاجرة بها وهو ما نواجهه ونرفضه وللاسف نكون في مواجهة مع هؤلاء وقد تتطور لمشاجرات. مراد محمود- مدير محطة وقود: الأمور تبدلت الأيام السابقة فقد تحسن الوضع المتأزم كثيراً فقد زادت اليوم الكميات من المواد البترولية لاكثر من الضعف فنحن هنا نستهلك ما يقرب من 22 ألف لتر سولار وأكثر من 33 ألف لتر بنزين سواء 92 أو 95 بالاضافة ل 80 وقد أحضرت كميات متضاعفة سواء من السولار والبنزين لتغطي احتياجات ومتطلبات الجمهور الذي بالتبعية توقف عن المشاحنات والصدامات التي كانت تحدث خلال الطوابير. أضاف: الازمة في طريقها للحل فقد تم استيعاب كل سائقي المركبات سواء النقل أو الأجرة أو السيارات العادية والأزمة الحقيقية لتتمثل في الرغبة العارمة في ملء السييارة بالوقود وعدم الاكتفاء بكمية متوسطة تكفل لها السير لايام لكن هناك حالة هلع من نفاد الوقود وتعطل السيارات في اليوم التالي لذا يهرول الكثيرون للتناحر علي الوقود بشكل يؤدي لنفاذه دون ان يصل للجميع ويوفي بجميع الطلبات. أحمد فراج عامل.. الازمة أوشكت علي الانتهاء فالكميات تضاعفت عن اليوم ولم يعد هناك لافتة ان "البنزين انتهي" وانخفضت اعداد الطوابير اللهم الا اعداد قليلة تراها امامك وانت تتحدث معي وهو مالم يكن موجوداً خلال الأربعة أيام الماضية فكان هناك اشتباكات ومشاجرات بسبب قلة الوقود بمختلف أنواعه. يشير إلي أن الاقبال الأكثر في المحطات هنا التي أعمل بها علي السولار وعلي بنزين 92 حيث اننا لا نتعامل مع بنزين 90 ويمثل البنزين فئة 80 نصيب الأسد في الاقبال الكبير لسائقي السيارات الذين تحولوا له بعد ان كانوا يستخدمون بنزين 90 و92 وذلك لكونه متاحا الفترة الأخيرة وإلي جانب رخص ثمنه. كمال محمود مدير عام باحدي ادارات التموين والمتابعة للسلع البترولية أكد ان هناك اشرافا ومراقبة مشددة علي المحطات البترولية بحيث متابعة سير العمل والوقوف علي توافر كل أنواع الوقود بالمحطات ووضع ضوابط وتعليمات بعدم اعطاء أي شخص من دون سيارة كميات من السولار أو البنزين في عبوات كما اشيع مؤخراً.. والتزام كل القائمين علي المحطات بطلب كميات اضافية من الوقود حتي لا يتكرر ما حدث في الأيام الصعبة الماضية. أشار إلي ان هناك حالة قلق وما نستطيع ان نطلق عليه فوبيا البنزين بين المستهلك ومحطة الوقود أدت للتزاحم والاسراع لملء السيارات عن آخرها بالبنزين والسولار خشية ان يختفي لذلك يجب ان نتخلص من هذه الفوبيا وان نثق ان الازمة في طريقها للحل وان وزارة البترول تضخ كميات مضاعفة لسد العجز في المحطات. أحد السائقين وجدنا لديه شكوي: ان الطرق السريعة تعاني كارثة حيث ان هناك سيارات بطول وعرض طريق مصر- اسكندرية الصحراوي متوقفة تماماً وجميع المحطات البترولية الموجودة هناك ليس بها نقطة بنزين أو سولار. أكد ان ما يحدث مجرد مسكن للآلم لكنه ليس حلا جذريا فأنا ابحث طوال 5 ساعات عن بنزين 90 ولم اعثر عليه في عدة محطات بوسط البلد وغمرة والعباسية.