ضربت أزمة البنزين عددا من المحافظات مع اختفاء أنواع 80 و90 و92، ووصول أسعاره فى السوق السوداء إلى الضعف، وهو ما أدى إلى مشاجرات بالأسلحة البيضاء فى عدد من محطات الوقود وتوقف العديد من سيارات التاكسى عن العمل. وخلت أغلب محطات تموين الوقود بمحافظة بنى سويف بمراكزها السبعة من بنزين 80 و90 طوال الأيام الخمسة الماضية، فيما ارتفعت الأسعار فى السوق السوداء ووصلت إلى 150 قرشا للتر البنزين 80، و250 قرشا للتر البنزين 90. وشهدت بعض المحطات ازدحاما كبيرا من السيارات والموتوسيكلات للحصول على البنزين ما أدى إلى إغلاق العديد من الشوارع الرئيسية بالمدينة وحدوث اختناقات مرورية. وقال أحد أصحاب السيارات، ويدعى محمد عبدالرحمن: البنزين متوفر فى السوق السوداء عند التجار ولا نعرف كيف حصلوا عليه بهذه الكمية الكبيرة وأين الرقابة على محطات البنزين، بعد أن أصبحنا نضطر إلى شرائه بضعف السعر. ويشير جمال كردى إلى أن تكرار مثل هذه الأزمات يعود بالسلب على المواطن الذى يعانى من ارتفاع جنونى فى الأسعار مؤكدا أهمية وجود حلول سريعة من الحكومة. وأشار أحد العاملين بإحدى محطات البنزين، إن سبب الأزمة يرجع إلى وجود عطل فى محطة ضخ البنزين الرئيسية بالمحافظة منذ أيام، وعدم تدخل من المسئولين لحل الأزمة الأمر الذى أدى إلى اختفاء بنزين 80 من المحافظة. ومن جانبه، أكد وكيل مدير مديرية التموين ببنى سويف، ممدوح الغندور، أن سبب الأزمة يرجع إلى وجود عجز فى الكمية الواردة للمحافظة وأن الأزمة على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن بنى سويف حصتها من البنزين 220 طنا فى اليوم منها 170 طنا للبنزين 80 و50 طنا للبنزين 90. وطالب الغندور وزارة البترول بسرعة ضخ كمية المحافظة كاملة لأن هناك أكثر من 3 آلاف تاكسى فى المحافظة بخلاف السيارات والدراجات البخارية، مؤكدا أنه عندما تصل الكمية المعتادة ستنتهى الأزمة. وقال إن المديرية تقوم بحملات عديدة على محطات البنزين، مؤكدا أنه من كثرة الزحام على المحطات فإن أصحابها لا يستطيعون تسريب لتر واحد خوفا من الناس، وأنه يتم تحرير محاضر لمن يقيمون بالبيع فى السوق السوداء. واستمرت أزمة البنزين كذلك بمحافظة المنيا وسط صمت المسئولين حيث قامت أكثر من 90% من محطات الوقود بإغلاق أبوابها أمام المواطنين بل قطع التيار الكهربائى للتأكيد على عدم وجود أى أنواع من الوقود سواء 80 أو 90 أو 92، كما شهدت بعض المحطات التى لم تعمل سوى ساعة واحدة طوال اليوم مشاجرات بالجملة أسفرت عن إصابة 8 من السائقين وتحطيم 3 سيارات. ويقول مصطفى عبيد، صاحب سيارة ملاكى إنه توقف عن قيادة سيارته بعد أن عجز عن الحصول على أى من أنواع البنزين لتشغيلها، وأنه اضطر لركوب سيارة تاكسى بثلاثة أضعاف الأجرة بسبب الأزمة. وأضاف كمال على سيد، إنه شاهد مشاجرة بالأسلحة البيضاء ومواسير الحديد فى محاولة للوصول إلى البنزين قبل نفاد الكمية، وأسفرت هذه المشاجرة عن إصابة 8 من السائقين وتحطم زجاج عدد من السيارات، مما دفع الكثيرين للهروب قبل تحطم سيارتهم. واتهم عدد من السائقين مديرية «التموين» بالتسبب فى الأزمة لانعدام الرقابة على المحطات وكميات الوقود التى ترد للمحافظة، مشيرا إلى أن دخول الأزمة يومها العاشر على التوالى معناه أن الأمر مقصود. ورفضت مديرية «التموين» الرد على هذه الاتهامات مؤكدة أنها بدون دليل، واتفق عزت حمزة، وكيل وزارة التموين على أن الأزمة مفتعلة من قبل بلطجية، مؤكدا أنهم يبذلون قصارى جهدهم لإنهائها. كما يمر مركز الخارجة بمحافظة الوادى الجديد بأزمة حادة أيضا فى بنزين 90 حيث نفذت الكميات الموجودة بجميع محطات الوقود بالمركز أمس فى ظل عدم وجود مخزون بمستودعات شركات البترول بالمحافظة، وهو ما أدى إلى توقف عدد كبير من سيارات التاكسى الحديثة التى تعتمد على بنزين 90 انفراج الأزمة. ويقول أحد سائقى التاكسى بالخارجة، ويدعى محمد صلاح، الأزمة أصابت سيارات التاكسى بالشلل وأصبحنا غير قادرين على العمل بدون بنزين فجميع المحطات بالخارجة خالية من البنزين. المحاسب محمد إسماعيل مدير التجارة الداخلية بمديرية التموين بالوادى الجديد ومسئول مراقبة المواد البترولية، أشار إلى توفير 25 طن بنزين 90 بشكل طارئ بمحطة وقود بالخارجة وتم توفير 20 طن بنزين 92 أخرى حتى تنفرج الأزمة. وأضاف: لا ننكر وجود تكالب حدث على أحد المحطات لكنه أمر طبيعى بسبب الأزمة، وسيصل اليوم كميات أخرى من بنزين 90 لسد احتياجات أصحاب السيارات وبالأخص التاكسى. وقال: عدد السيارات التى تستخدم بنزين 90، 92 ارتفع بشكل غير طبيعى فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى استقرار أرصدة بنزين 80، والسولار بمستودعات ومحطات المحافظة.