الاقتراح الذي تقدم به النائب محمد العمدة عضو مجلس الشعب إلي البرلمان بمشروع قانون جديد يلغي قانون الخلع.. أثار غضب العديد من السيدات اللاتي اكدن ان قانون الخلع من المكاسب التي حققتها المرأة بعد كفاح مرير وانه ليس قانون سوزان مبارك. أكدت السيدات خلال المائدة المستديرة التي نظمتها جمعية نهوض وتنمية المرأة خلال هذا الاسبوع ان قانون الخلع هو طوق النجاة بها في حال استحالة العشرة مع الزوج وذلك في ظل تباطؤ احكام القضاء واستمرار قضايا الطلاق سنوات طويلة أمام المحاكم. في البداية تقول الدكتورة ايمان بيبرس رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة ان الجمعية اجرت دراسة ميدانية حول اسباب لجوء المرأة لطلب الخلع بدلا من الطلاق لانهاء حياتها الزوجية علي الرغم من حرمانها من حقوقها المادية التي يضمنها لها الطلاق مشيرة إلي أن هذه الدراسة تم اجراؤها علي عينة من السيدات اللاتي طلبن الخلع من مختلف الطبقات وذلك في ثلاث محافظات هي القاهرة والقليوبية والغربية وتراوح اعمارهن ما بين 25 إلي 60 سنة. اضافت ان الدراسة توصلت إلي أن غالبية اعمار اللاتي طلبن الخلع في الفئة العمرية ما بين 35 إلي 45 سنة بالاضافة إلي ارتفاع نسبة الأمية بين هؤلاء الزوجات وكان السبب وراء طلب الخلع بدلا من الطلاق هو سوء معاملة الزوج حيث وصلت نسبة السيدات اللاتي ذكرن هذا السبب 6.66% من افراد العينة تلاه عدم انفاق الزوج علي الاسرة أما نسبة السيدات اللاتي ذكرن قيام الزوج بالزواج من أخري فبلغت 3.13%. أوضحت ان الدراسة كشفت ايضا اقتران المعاملة السيئة للزوج باستخدامه للعنف حيث ان 80% من السيدات الطالبات للخلع تعرضن للعنف من قبل ازواجهن. أكدت د.بيبرس ان قانون الخلع هو الضمانة الحقيقية للمرأة من بطش الزوج مشيرة إلي أن كثير من الناس يرون انه يجب علي المرأة ان تصمت وتتحمل الظلم ايا كان توعد من اجل استقرار بيتها وابنائها متجاهلين ان المرأة التي تلجأ لذلك لها مشاعر واحاسيس وعقل تماما كالرجل ولها الحق في الخلع مثل الرجل الذي له الحق في الطلاق وهذا هو شرع الاسلام لانهاء هذه العشرة بشكل يحفظ كرامة الرجل والمرأة علي حد سواء. قانون إلهي وتقول الدكتورة ملكة دراز الداعية الاسلامية: ان قانون الخلع والأحوال الشخصية ليست قوانين سوزان مبارك بل الرسول صلي الله عليه وسلم والقرآن الكريم الذي قال فامساك بمعروف أو تسريح باحسان. اضافت ان الرسول صلي الله عليه وسلم هو أول من خلع امرأة حيث جاءت امرأة ثابت بن قيس تقول للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يا رسول الله ما اعتب عليه في خلق ولا في دين ولكني اكره الكفر في الاسلام فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم اتردين عليه حديقته فقالت نعم وازيد فقال صلي الله عليه وسلم أما الزيادة فلا ردي عليه الحديقة وقال لثابت طلقها تطليقة كما ان الصحابة اجمعوا علي جواز الخلع. فالخلع يحمي المرأة من استبداد الرجل الذي كان يتركها لسنوات طويلة مثل البيت الوقف!! ويؤكد الدكتور رشدي شحاتة ابوزيد استاذ الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق جامعة حلوان والمحامي بالنقض: ما حصلت عيه المرأة في السنوات الماضية ليس منحة من سوزان مبارك ولكنه نتيجة مجهود كبير قامت به منظمات اهلية ومنظمات مجتمعية دافعت عن حقوق المرأة وهي قوانين مؤيدة للشريعة الاسلامية وصدرت من مجمع البحوث الاسلامية وهي المؤسسة الدينية. واضاف ان مثل هذه القوانين انقذت المرأة من تحويلها لجارية منذ ان توقع عقد الزواج تدخل في اسر الرجل كما ان قانون الخلع من صلب الشريعة الاسلامية مشيرا إلي انه عندما اعترض عليه بعض المشايخ وقت صدوره اعترضوا عليه لأن المرأة المصرية غير مؤهلة لتطبيقه وليس لعدم شريعته. وتقول المهندسة خديجة عبدالغفار عضو مجلس ادارة جمعيات أمهات حاضنات مصر: ان الاحصائيات تؤكد ان نسبة الطلاق في مصر مازالت اكبر من حالات الخلع حيث تؤكد الاحصائيات الاخيرة للمركز للبحوث الاجتماعية والجنائية ان نسبة الخلع 3% بينما نسبة الطلاق 9.68% والتي ينفرد بتنفيذها الرجل وان بعض الرجال يعتبرون الخلع قانون في مصلحة الرجل فالمرأة تطلق منه وتعيد له كل مليم دفعه ولا تأخذ منه نفقة ولا غيرها مشيرة إلي أن هناك رجالا كثيرين يرفضون الطلاق لاجبار زوجاتهم علي الخلع حتي لا تأخذ منه أي شيء!! وتحدث عدد من السيدات عن تجربتهن مع قانون الخلع: نجوي.د.أ تقول: حلمت بالاستقرار في حياتي الزوجية ولكن هذا الحلم باء بالفشل حيث اكتشفت بعد زواجي انني كنت علي ان اتحمل المزيد من الاعباء فقد تزوجت من مبيض محارة ولأنه لا يتحمل مسئولية اسرته كان يوم يعمل وعشرة لا حتي سافرنا إلي السعودية علي أمل ان يعود ويوفر المال الكافي للأسرة لكن حدث العكس وزاد لأمر سوءا فقررت الرجوع مرة أخري إلي القاهرة بمفردي حتي ألحق أولادي بمدارس حكومية وتحملت اعباء الحياة بدون زوج يساندني وبعد تحملي لكل هذا العناء لمدة خمس سنوات فوجئت بزواجه من أخري ولديه طفلان منها وتملص من متطلبات أولادي فأحسست بالظلم الشديد وطلبت الخلع.. الحالة الثانية للسيدة مديحة.أ.ب حيث تقول كنت ضحية عدم اهتمام اسرتي بالسؤال عن عريسي قبل الزواج حيث فوجئت بإدمانه الشديد للمخدرات والذي ادي بالتالي إلي تبديده لمحتويات شقة الزوجية حتي يستطيع شراء المخدر الذي يتعاطاه وكانت صدمتي الكبري عندما اكتشفت انه كان متزوجا من اخري ولديه اطفال منها والصدمة الأكبر دخوله السجن المتكرر فلم استطع تحمل كل هذه المعاناة فطلبت الخلع. مريض نفسي الحالة الثانية للسيدة سناء.ع.ع وتعمل طبيب تقول: تزوجت من شخص زواج صالونات وتبين بعد الزواج انه مريض نفسيا لديه خلل معين في المخ خاصة بالتفاعلات الاجتماعية بالاضافة إلي ذلك يتصف بالبخل الشديد حيث لا يقوم بتحمل مصاريف المنزل بالرغم من انه ميسور الحال. تضيف: عشت معه سنة ونصف السنة في عذاب واهانات وضرب من زوج غير سوي وتفاقمت المشاكل بيننا فلم استطع تحمل كل ذلك فاضطررت إلي مغادرة هذا المنزل الذي عشت فيه اسوأ ايام حياتي وقام الزوج برفع قضية طاعة واستخدم محاميه الألاعيب لكي يأخذ له حكم بالنشوذ فاضطررت إلي رفع قضية خلع وتنازلت عن جميع حقوقي.