لم تكن مقولة أطلقها لمناسبة سياسية أو اجتماعية.. لكنها كانت أحساسا يعبر عما يجيش في صدره ويجول في عقله.. رأيناه نابعا من أعماقه في العديد من المواقف وعشناه معه في الكثير من الازمات.. عاش مؤمنا بهذا الاحساس.. ومات به أيضا. إنه الراحل بابا بالاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث.. الرجل الذي أحب مصر بكل إخلاص فأحبه كل المصريين.. خسرته مصر في وقت كنا جميعا في أشد الحاجة لحكمته التي عهدناها في أحلك الأوقات.. وخبرته التي كانت تتجلي في أشد الازمات لتنتشل الوطن من الفتن وتحمي أبناءه من الاعداء. تميزت اراؤه بالحكمة.. واتسمت تصرفاته بالوطنية.. وكانت مواقفه تؤكد حبه لهذا البلد الطيب واخلاصه لارضها وشعبها.. رفض آراء المدعين والمتطرفين في الداخل.. وتصدي بخبرته وحنكته لدعواتهم في الخارج.. رفض كل ما يسيء لشعب مصر أو يهدد أمنها ووحدة أرضها. رحل المصري الأصيل الذي عكست مواقفه حضارة شعب.. رحل الفيلسوف الذي نهل من كل الثقافات فازداد معرفة.. وتعلم من كافة الحضارات فازداد حكمة.. وعاش بين كل الطبقات فازداد تواضعا. قدس الله روح البابا شنودة وعوضنا عنه بخليفة له نرجوا أن يكون مثله.. يسير علي دربه.. تكون الحكمة منهجه.. وحب الوطن سراجه.. والاخلاص لمصر سبيله.. والحفاظ علي وحدة ابنائها غايته.. حماك الله يامصر من كيد الاعداء.. وفكر الخبثاء.