الإدارة -علم فريد- تحترمه وتطوره وتعمل به الدول المتقدمة وكذلك الدول التي تريد أن تنهض وتقفز مع الكبار. والإدارة فن رفيع المستوي -وكما قال د.مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق في آخر زيارة له للقاهرة عقب ثورة يناير مباشرة.. أن مصر تنقصها الإدارة المتخصصة المتطورة.. وأنه لو نجحت مصر في ذلك فستكون من الدول المتقدمة في سنوات قليلة. من ثم.. إذا نظرنا إلي التعليم وهو المجال الأهم في حياتنا جميعا نجد أنه لا يتقدم بسبب عدم وجود إدارة علمية متطورة ومتخصصة كما قال د.مهاتير محمد.. وبالتالي فنحن "محلك سر". ورغم وجود هذه العقليات المتجمدة التي تعيش علي أطلال الفلول إلا أنه توجد كفاءات كثيرة لا تجد المناخ أو الإمكانيات التي تساعدها علي تحقيق أهدافها. في الجامعات أثبت بعض رؤساء الجامعات أنهم بحق قادرون علي تحقيق المعجزات.. فمثلا في جامعة القاهرة تمكن د.حسام كامل رغم الاعتصامات والمظاهرات أن يعبر بالجامعة إلي بر الأمان ويحقق استقرارا لم تشهده جامعة أخري في ظل الظروف الحالية.. حيث قام بتثبيت كل العمالة المؤقتة وصرف حوافز للجميع من الموازنة الخاصة بالجامعة. في التربية والتعليم.. هناك مديرو مدارس وإدارات تعليمية ووكلاء وزارة يعملون ليلا ونهارا.. يتحملون الكثير من أجل أن تسير المسيرة.. يحلون المشاكل بالتقرب لجميع المعلمين والعاملين منهم عادل عبدالعظيم مدير إدارة السيدة زينب التعليمية بالقاهرة والذي أصبح صاحب بصمة متميزة في هذه الإدارة الكبيرة. أما في البحث العلمي هذا المجال الذي تم تخصيص وزارة له فإن الوضع لا يسر عدوا ولا حبيبا.. فالإمكانيات قليلة وبالتالي لا توجد فرصة لأي إدارة أن تنهض أو تحاول أن تنهض ولولا وجود مؤسسة "مصر الخير" التي يرأسها فضيلة المفتي ما كنا نسمع أو نقرأ عن أي مشروع بحثي.. هذه المؤسسة -بالمناسبة- تساهم حاليا في المشروع البحثي المهم جدا والذي تجري أبحاثه داخل المركز القومي للبحوث عن مدي فاعلية ذرات الذهب في علاج الأورام السرطانية. والحمد لله نجحت المرحلة الأولي علي حيوانات التجارب ويتم الاستعداد للمرحلة الثانية علي المرضي من البشر بعد موافقة وزارة الصحة علي ذلك وهذا يرجع للإدارة العلمية الناجحة لهذه المؤسسة. لذلك فمن الواجب أن يتم اختيار الكفاءات المناسبة في الأماكن المناسبة.. وكفانا وساطة ومحسوبية وكفانا تدميرًا للكفاءات الإدارية.