أنت لا تستطيع أن توجه الرياح. لكن بامكانك توجيه الشراع. كانت هذه المقولة الأفريقية القديمة هي الأساس الذي استند إليه كوفي عنان المبعوث الدولي والعربي إلي سوريا لاقناع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف واللجوء إلي الحوار وتبني حزمة اصلاحات سياسية حقيقية! فسوريا تعيش أزمة خطيرة. النظام عاجز عن بسط نفوذه في مناطق الاحتجاجات. والمعارضة تجتذبها أطراف خارجية. تحرضها علي شق عصا الطاعة. بينما الحليف الروسي يمارس هوايته في اللعب علي الحبال. يلاعب كل الأطراف. فمرة يبدي صلابة وتشدداً في مواقفه ويحذر من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا بعيداً عن مجلس الأمن. ومرة يحاول تبني مواقف أقل تشدداً في مواجهة الأطراف المحرضة علي التدخل الخارجي. لكن الواضح ان روسيا تبني موقفها من الأزمة السورية علي أسس اقتصادية وسياسية. وبناء علي التجربة الليبية المريرة والتدخل العسكري الذي هدم دولة وجيشاً وآثار اضطرابات قد تنتهي بتقسيم دولة مجاورة لمصر! كوفي عنان لديه قناعة بأن الحوار هو الحل الأمثل للأزمة في سوريا ورسيا مقتنعة بالحل السياسي. وترفض الحديث عن من بدأ بالعنف. لكنها تري أن هناك ضرورة حتمية للضغط علي أطراف الأزمة وليس النظام وحده لحل الأزمة عبر اللجوء للحوار! لكن يبدو ان لتركيا وللأطراف العربية والغربية رأياً مختلفاً. وكأنهم أطراف في الأزمة. لهم حق في الاقتراح أو حتي في فرض الحلول! طبعاً ليس خافياً أن الأطراف العربية المنساقة خلف أمريكا لا تدرك حقيقة الموقف وخطورته. يتصورون خطأ ان ضرب الحليف العربي لإيران سوف يعجل بسقوط إيران أو بضربها أو يحد من خطورتها. أو هم علي الأقل يحاولون تأديب الأسد علي علاقته الوثيقة بإيران. لذلك يتبنون رأياً واحداً. هو ضرورة تنحي الرئيس بشار. وكأن من حقهم ان يفرضوا وصايتهم علي الشعب السوري. بعد تكوين معارضة هزيلة للنظام السوري في الخارج! من المؤسف أن يبني الاشقاء في الخليج مواقفهم علي أوهام خطورة إيران ومن العجب ألا ندرك ألاعيب أمريكا في اصطناع "بعبع" لدول الخليج. كلما تحدثوا عن قدراتها وخطورتها. ازدادوا التصاقاً والتفافاً بماما أمريكا.