لا نعرف هل غير كوفي عنان رأيه من الأزمة السورية وهل تبدد تفاؤله بعد زيارته لقطر ثم تركيا بعد أن التقي الرئيس السوري بشار الأسد. والتوصل معه لما يشبه الاتفاق علي حل سياسي سلمي للأزمة؟! كانت مباحثات عنان مع الأسد قد ركزت علي أهداف وصفها بالجوهرية. الوقف الفوري للعنف والقتل. دخول وكالات الإغاثة الإنسانية. والبدء في حوار سياسي. وكان قد ناشد الأسد اعتناق التغيير والإصلاح! إذا كان عنان قد نجح في إنتاج موقف سياسي سلمي لحل الأزمة فهل كان يتعين عليه إقناع الأطراف الخارجية مثل قطر وتركيا والأطراف الرئيسية الأخري في الجامعة العربية. وكذلك هل كان عليه إقناع الغرب الذي يحرض ويدفع بالأمور في سوريا باتجاه تغيير النظام؟! قطعاً ليس بالضرورة مطلقا إقناع الأطراف الخارجية الأخري خصوصا إذا كان المبعوث الدولي ومبعوث الجامعة العربية قد توصل إلي قناعة بضرورة جلوس أطراف الأزمة السورية إلي مائدة الحوار بعد أن أسس قناعته علي رغبة كل من قابلهم في سوريا وأعربوا له عن رغبتهم في السلام وإحلاله في سوريا ورغبتهم الملحة في وقف العنف وتجاوز الوضع الراهن! إذا كانت أطراف المشكلة أو من هم جزء منها يريدون السلام والحوار فلماذا يتعين علي عنان إقناع الأطراف الخارجية التي تلعب لمصلحتها ولو علي حساب دماء الأبرياء السوريين التي يحاولون استغلالها واستثمارها لتشكيل رأي عالمي لتبرير التدخل العسكري لإزاحة النظام السوري؟! إن فكرة تسليح المعارضة السورية أو جيش سوريا الحر ليست سوي فكرة شيطانية تهدف للالتفاف علي الموقف الروسي الصيني الرافض للتدخل العسكري في سوريا ومحاولة مفضوحة لزعزعة الاستقرار وتأجيج نار الحرب الأهلية والطائفية في سوريا والزج بسوريا والمنطقة إلي مستنقع من الفوضي والعنف! ألا يفهم هؤلاء أن إضعاف سوريا ليس لمصلحة أي دولة سوي إسرائيل. أم أنهم يدركون ذلك ويصرون علي تحقيقه؟!!