المخرج الشهير جيمس كاميرون صاحب اثنين من أكبر الأفلام في تاريخ السينما وهما "تايتانيك" و"أفاتار" أو الرمز .. قرر أن يخوض مغامرة خطيرة بالغوص داخل كبسولة إلي عمق 13ألف متر تحت الماء. والمنطقة التي يغوص فيها كاميرون تسمي تشالنجر ديب غرب المحيط الهادي وهي منطقة نائية ومعزولة وتغص بثعابين الماء والديدان والأسماك والقشريات والهدف من هذه الرحلة أو المغامرة هو قضاء ست ساعات بين هذه المخلوقات الغريبة وتصويرها والحصول علي بعضها بواسطة بندقية ماصة. وخلال تجاربه الأولية علي الغواصة الصغيرة التي لا تتسع إلا لشخص واحد أعرب عن سعادته بالفكرة مؤكداً أنه لا توجد متعة تضاهي أن يكون الإنسان بمفرده داخل غواصة ويشاهد مخلوقات لم يسبق له رؤيتها .. وينسي البساط الأحمر بكل ما يحمله من مظاهر براقة! ورحلة كاميرون ليست سهلة .. ويكتنفها الكثير من المخاطر .. فهناك شخصان لقيا مصرعهما من قبل داخل غواصة .. وقد قام كاميرون بتصنيع غواصته في استراليا وأحاط عملية تصنيعها بسرية كاملة. حيث زودها بكافة الامكانات التي تتيح لها الغوص في الاعماق السحيقة. حيث يكون ضغط الماء هائلاً ويمكن أن يحطم أية غواصة اذا لم تتمتع بالقوة والمتانة الكافية. وتشهد الولاياتالمتحدة سباقا تكنولوجيا محموما سواء في تصنيع الصواريخ الفضائية أو الغواصات الفردية. حيث تتنافس الشركات الخاصة فيما بينها لتحقيق الريادة في مجال التقدم العلمي والابتكارات. وقبل حوالي نصف قرن .. وفي انجاز غير مسبوق تمكنت الولاياتالمتحدة من ارسال رجلين في غواصة علي عمق يبلغ 11 ألف متر تحت سطح البحر. لكن احدي النوافذ تعرضت لشرخ أثناء الهبوط لأسفل .. كما أن الهبوط علي القاع تسبب في اثارة كثير من الوحل في الماء . الأمر الذي جعل الرؤية ضبابية ولم يتمكن الرجلان من التقاط آية صور وعاودا الصعود بعد 20دقيقة فقط علي القاع. وإذا عدنا إلي كاميرون ورحلته المثيرة .. نجد أنه بذل جهودا شاقة - بالاشتراك مع الجمعية الجغرافية الأمريكية التي ساهمت في تمويل الرحلة - لاقناع الجميع بأن الرحلة تحمل صفة علمية بحتة ولا علاقة لها بالتنافس مع اي من الشركات الخاصة في هذا المجال. ويسعي عدد كبير من كبار الأثرياء في أمريكا الي تصنيع وتمويل غواصات صغيرة لنقلهم مع أصدقائهم وكذلك اصطحاب بعض العلماء إلي أعمق المناطق في العالم ومنها منطقة "تشالنجرديب" التي سيهبط إليها كاميرون. والهدف من رحلة كاميرون هو جمع عينات من هذه الأعماق المظلمة لاجراء البحوث عليها من قبل المتخصصين من علماء الأحياء والميكروبيولوجي والاحياء الفلكية وجيولوجيا البحار. كما سيقوم كاميرون بانتاج فيلمين وثائقيين عن الرحلة. هذا المخرج السينمائي سبق له أن سحر الجماهير بجمال أعماق البحر عندما قدم فيلم "الهاوية" عام 1989 وتيتانك عام 1997 إضافة إلي العديد من الأفلام الوثائقية حول السفن الغارقة ومنها "بسمارك" عام 2002 وأشباح الهاوية عام 2003 و"جولة ثلاثية الابعاد داخل تيتانيك" ليت مخرجينا يتعلمون! أفكار مضغوطة : الكبار .. لا يلتفتون إلي الصغائر!