سبق أن انتقدنا في هذا المكان وبشدة ظاهرة تدافع الناس لسحب أوراق الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية. حتي بلغ مجموع من قاموا بسحب هذه الأوراق حتي كتابة هذه السطور أكثر من 600 أو 700 فرد.. وهي ظاهرة لم تحدث في أي زمان أو مكان في العالم كله. البعض اعتبرها ظاهرة ايجابية لأنها أظهرت كسر الحاجز النفسي الذي كان يحيط هذا المنصب بالقداسة.. وأنا شخصيا اعتبرتها ظاهرة مرضية لأنها أظهرت عيوبنا وسوءاتنا وأن ذواتنا تضخمت لدرجة الورم فلم يعد أحد منا يعرف قدر نفسه علي حقيقتها لدرجة أن صاحب أية مهنة ولو كانت بسيطة يظن نفسه أنه يصلح رئيسا للجمهورية يسير شئون بلد بالكامل قوامه أكثر من 80 مليون نسمة!! من هنا استوجبت هذه الظاهرة غير الصحية أن يتقدم النائب معتز محمد محمود ممثل الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة ببيان عاجل الي الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب حول فتح باب الترشح لانتخابات رئيس الجمهورية للجميع دون وضع ضوابط أو معايير للترشح للمنصب الرفيع. قال النائب في بيانه ان هذا الأمر تسبب في تقدم العديد من المواطنين لسحب أوراق ترشحهم دون النظر للامكانيات والمؤهلات للمنصب مما أثر علي صورة مصر داخليا وخارجيا وهز من صورة المنصب الرفيع.. وخاصة بعد ضبط أحد الراغبين في الترشح وهو يحمل لفافة بانجو!! والسؤال: بعد هذا البيان الذي تقدم به النائب.. هل يمكن تدارك الموقف وإعلان شروط محددة لابد أن تتوفر في الشخص الذي يتقدم لسحب أوراق الترشيح؟! أم أن الأمر قد انتهي وأصبح ينطبق عليه المثل: "سبق السيف العذل". إن باب التقدم للترشيح سيظل مفتوحا حتي يوم 8 ابريل القادم وإذا ترك الأمر علي حاله سيزاد عدد من يسحبون هذه الأوراق حتي وإن كانوا متأكدين انهم لن يترشحوا فعلا أو لن يتمكنوا من الترشح.. لكن الصورة ستبقي هزلية ما لم يتم تدارك الموقف. لقد كثرت تعليقات القراء علي هذه الظاهرة علي موقع صحيفة "الأهرام" التي نشرت خبر تقدم النائب معتز محمد محمود ببيان عاجل إلي الدكتور سعد الكتاتني حول هذا الموضوع. بعض هذه التعليقات كان جاداً.. وبعضها كان ساخرا. وسوف أعرض بعض نماذج من هذه التعليقات. القاريء يحيي حجازي علق الموضوع في رقبة الاعلام الذي وصفه باعلام الفتنة الهابط لأنه يجري وراء كل تافه تقدم لسحب أوراق الترشح. ثم يقف أمام مقر اللجنة في انتظار مذيع تافه لقناة تافهة ليجري معه حوارا أشد تفاهة!! القارئة اسماء والقاريء يوسف اقترحا أن يدفع كل من يرغب في الترشح لهذا المنصب 50 ألفا أو 100 الف جنيه لخزانة الدولة لا ترد حتي لا يتقدم كل من هب ودب لسحب هذه الاوراق. أما القاريء ابراهيم عبدالعال فيؤكد أننا شعب فهمنا الحرية خطأ. ولازم نربي أولادنا أولا علي مبدأ واحد: اعمل واجبك أولا ثم انتظر لتري النتائج وعندها اطلب حقك. والقاريء حرفوش أو الذي سمي نفسه بهذا الاسم يقول: الشعب مش لاقي حاجة يعملها فكل واحد عايز شهرة يرشح نفسه.. وعلي فكرة كده أحسن من قعدة القهاوي!! ويختلف المهندس حازم بهجت مع الرافضين للظاهرة فيقول إنني أري انها ليست لها دلالات ولا أي تأثير لا علي العملية الانتخابية ولا علي سمعة البلد ولا علي هيبة المنصب. أما القاريء حقاني عبدالحق والقاريء علي بكر فيحملان سبب الظاهرة إلي نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي أغلق علي الناس أبواب الحرية. وعندما انفتحت انطلقوا يمارسونها بأي شكل. أما القاريء الذي سمي نفسه "فايق" فقد ختم التعليقات علي صاحب لفافة البانجو فقال: جربنا الرئيس المؤمن.. ليه مانجربش الرئيس المدمن!!!