اشتعلت حدة المنافسة داخل الدوائر الانتخابية في جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشعب بالقاهرة والجيزة في الساعات الأخيرة قبل بدء التصويت. سخونة الدوائر فاقت الجولة الاولي للانتخابات حيث تباري المرشحون في رصد الآلاف من الجنيهات لجلب مندوبين موثوق فيهم خوفا من حدوث خيانة للمرشح من المنافس وخرق معظم المرشحين فترة الصمت الانتخابية وقاموا بتسيير سيارات نصف نقل تحمل ميكروفانات ودي . جي للدعاية بأغان وطنية والإعلان عن الاسم والرمز وتوفير حاسبات آلية لارشاد الناخبين لأماكن اللجان. في دائرة باب الشعرية والموسكي التي تشهد إعادة علي المقعدين شهدت الليلة الاخيرة كثافة في الدعاية الانتخابية حيث قام انور الشماع صاحب مصنع أحذية بتنظيم مؤتمر شعبي ضم جميع قيادات الحزب الوطني والمرشحين الذين لم يحالفهم النجاح في انتخابات الجولة الاولي باستثناء محمد عبدالنبي وسميرة أحمد مرشحة الوفد وحنان الزهيري مرشحة الجيل. وحرص علي الحضور يحيي وهدان النائب السابق الذي اعلن تأييده لمرشحي الحزب الوطني ومعه شقيقه صبحي وهدان الذي لم يحالفه التوفيق في انتخابات مقعد العمال. كما شهدت اللحظات الأخيرة قبل يوم الحسم تحركا متزايداً من مرشحي الوطني سعيد عبدالخالق "فئات" وعاطف حمام "عمال" وحرصا علي النزول للشارع ومقابلة الاهالي وانهمكا في استخراج توكيلات للمندوبين وتعريفهم بأدوارهم. بالنسبة للمرشحين المستقلين ياسر عيسي وصلاح زكي فقد اقتصرت تحركاتهما علي القيام بجولات في الشوارع ومقابلة الأهالي في المقاهي الشعبية لحثهم علي المشاركة في الانتخابات. وفي دائرة الزاوية والشرابية سيطر الهدوء علي الدائرة والتزم المرشحون بايقاف الدعاية الانتخابية خاصة ان مرشحي المحظورة اعلنا انسحابهما من الانتخابات ولذلك سيطر الهدوء علي الدائرة.. وكان اللافت للنظر غياب التنسيق بين مرشحي الوطني لدرجة ان إيهاب العمدة المرشح علي مقعد "الفئات" عقد 6 مؤتمرات شعبية خلال الاسبوع الماضي ولم يشارك ايمن فتحي المرشح "عمال" فيها جميعها وبرغم انسحاب مرشحي المحظورة إلا أن إيهاب العمدة وأيمن فتحي حرصا علي القيام بجولات في شوارع المنطقة وخصوصا في الشوارع كثيفة السكان مثل شارع الجزائر في ارض الجنينة. كما قام العمدة بعقد لقاء مع كبار العائلات الذين يملكون عددا ضخماً من الاصوات كما حضر جلسة صلح بين إخوة مسيحيين ومسلمين في شارع أبو ليلة. وفي دائرة بولاق الدكرور قضي المرشحون الاربعة ليلة يوم الحسم في مقراتهم الانتخابية حتي ساعة متأخرة من الليل وحرص عمر زايد وطني "عمال" الذي تحول مقره الانتخابي إلي خلية نحل علي استخراج توكيلات المندوبين والتأكيد علي دورهم في اللجان بالإضافة إلي اقامة سرادق لاستقبال اهل الدائرة بينما قام سيد المناعي المرشح مستقلا "عمال" باختراق غلق الدعاية الانتخابية وقام بتسيير سيارات نصف نقل بميكروفون ودي جي في شوارع ناهيا والمصرف تنادي برمزه واسمه واغنية وطنية نسبها لنفسه. فيما قام المندوه الحسيني وطني "فئات" وخالد العدوي "فئات" وطني بالتجول في شوارع الدائرة ولقاء رءوس العائلات للتربيط. وفي دائرة الخليفة والمقطم اشتعل الموقف وزادت حدة المنافسة بين المرشحين الاربعة الذين قاموا بتقسيم الدائرة إلي مناطق نفوذ من الصعب اختراقها من الآخرين. ففي منطقة الاباجية وهي منطقة نفوذ سامي حكيم مستقل "عمال" فشل التونسي وطني "عمال" ومختار رشاد وطني "فئات" في اختراقها خاصة مع تزايد ما يردده انصار سامي حكيم ان هذه المنطقة لن يدخلها أي مرشح ولو علي جثته وردا علي ذلك قام انصار كل من حسن التونسي ومختار رشاد بتكوين جبهة في منطقتي الخارطة القديمة والقادرية والترديد بين ابناء هذه المناطق ان مقعدي البرلمان حكران علي هاتين المنطقتين وإذا خرجا المقعدان من هاتين المنطقتين لن يعودوا ابدا. وحاول التونسي استمالة المرشحين الذين لم يحالفهم النجاح في الجولة الأولي وخاصة رأفت البيطار وطني "عمال" ولكن المرشحين لم يحسموا موقفهم بدعوي وقوع تلاعب في لجان المقطم التي حصل فيها التونسي ومختار رشاد علي اعلي الاصوات. وفي المقابل يحاول عبد المنعم بخيت وطني "فئات" اللعب بورقة الخلافات بين المرشحين الثلاثة واستغلال هذه الخلافات لصالحه.. وبصفة عامة فمن المتوقع ان تزداد درجة سخونة الدائرة خلال ساعات التصويت.