أعجبني موقف محافظ الوادي الجديد الشجاع اللواء طارق المهدي الذي تصدي لعصابة مسلحة حاولت سرقة قضبان السكة الحديد. وإذا كان البعض قد أخذ عليه انه اطلق عليهم الرصاص فأنا أري انها جسارة وشجاعة منه ان يقدم بمفرده لمواجهة عتاة الاجرام. ويجبرهم علي الهروب ويحبط محاولتهم لسرقة القضبان. ما كان أغناه عن هذه المواجهة ويظل في برجه العاجي كما يفعل البعض ولا يعرض حياته للخطر. وكان يمكنه ان يكتفي بالمتابعة من مكتبه لحملة علي اللصوص. قد تنجح وقد تفشل. وفي النهاية يكتب ان الحملة كانت تحت اشرافه. لكنه بحسه الوطني العظيم فضل ان يواجه بنفسه أعداء الوطن. فاللصوص والعملاء هم أعداء الوطن في الداخل. لم يكتف المحافظ اللواء طارق المهدي بالمواجهة الأولي للصوص المسلحين. بل تقدم أيضا الحملة التي طردتهم من قرية صنعاء والتي عاشوا فيها فسادا انتقاماً من انتصار المحافظ عليهم في الموقعة الأولي. لكنه أذاقه المر ثانية بطردهم من قرية صنعاء. وفروا أمامه كالجرذان إلي الصحراء. هذه نوعية جديدة من المحافظين والتنفيذيين لا تكتفي بالجلوس في مكاتبها ثم يشار إلي ان كل انجاز كان بناء علي تعليمات سعادته. بل آثر النزول بنفسه إلي الميدان بل والاشتباك مع عصابة مسلحة وينتصر عليها. تحية لمحافظ الوادي الجديد اللواء طارق المهدي. فقد اثبتت التجارب انه طراز وطني فريد. فقد نجح في المهمة التي تم تكليفه بها في اتحاد الاذاعة والتليفزيون وها هو ينجح في مهمته محافظا.. ونتمني ان يكون التنفيذيون ميدانيين يواجهون المشاكل بأنفسهم دون الاعتماد علي التقارير الورقية فقط.