د. عزازي علي عزازي صاحب تجربة سياسية وإدارية لم تتيسر لأحد من الأدباء قبله سوي الشاعر عزيز أباظة الذي كان "مديراً" أو محافظاً قبل ثورة 23 يوليو .. كما أن الناقد د. عزازي محافظ الشرقية هو الوحيد الذي خرج من ميدان التحرير "بشمعة" ليتولي هذا الموقع المهم والصعب. في ظل اضطراب كل شيء في مصر. وتتجسد حالة الاضطرابات بشدة في المحافظات وعلي أبواب المحافظين.. فكل محافظ مسئول عن كبار المهام وصغارها في حدود بلده. من طفح المجاري وأنبوبة البوتاجاز ورغيف الخبز إلي نهب الآثار واستشراء البطالة وتراجع الإحساس بالأمن .. وكل محافظ لا يملك كما كان الأمر قبل ثورة 25 يناير آليات وصلاحيات مطلقة في محافظته.. فيستطيع خمسون مواطناً أن يمنعوه من دخول مكتبه سواء بالحق أو الباطل ويستطيع أي مواطن أن يوجه إليه سباباً واتهامات بالحق أو بالباطل كذلك .. فالرقابة علي أداء المحافظين أصبحت مباشرة ويومية. وانتقلت إلي الشارع مباشرة. بعض الفئات والكيانات السياسية توظف هذه الحالة من السيولة لتنفيذ أغراضها الشخصية. وتمارس ضغوطاً علي بعض المحافظين. ومنهم د. عزازي لأسباب لا علاقة لها بالموضوعية وخدمة الوطن والنموذج المتجسد هنا هو هذه التجمعات المصطنعة التي يجمعها "الإخوان" ضد محافظ الشرقية من حين لآخر .. لا لأنه مخطئ. أو مخالف للقانون أو مقصر في شيء. بل نظنها تحدث لأنه "مثقف" وكاتب وناقد. أي ينتمي إلي فصيل عقلي يتناقض مع بعض التيارات "غير العقلية"!! تجربة هذا العمل حين يخوضه صحفي وكاتب ومثقف وطني. يتناولها محافظ الشرقية بالنظر إلي هذا "الاختراق" الذي حدث في موقع المحافظين الذي كان مقصوراً علي "السيد اللواء الدكتور المستشار المهندس الوزير المحافظ"!!! يقول د. عزازي في حواره مع "الناس والثقافة": لا أري حساسية في موضوع اللواء والمستشار ولا عيب في تولي أي منهم موقع المحافظ المهم ان يكون هناك قانون للإدارة المحلية يلزم الجميع بحسن الإدارة ويعمل علي توزيع الثروة القومية بشكل عادل علي المحافظات. وكذلك الموازنات الخاصة بها وبالمديريات وان يؤكد هذا القانون علي اللامركزية .. وقانون الإدارة المحلية الجديد لم يتم إقراره حتي الآن ولم يحدث حوله نقاش مجتمعي يليق بما تملك مصر من عقول وخبرات وعلماء. وعن تجربته في هذا الموقع خلال الشهور الماضية بصفته صاحب تجربة جديدة وينتمي لخلفية ثقافية ومهنية غير كل المحافظين يقول د. عزازي: جئت إلي الشرقية لأستعيد بعض ما سلب من حقوق الدولة في ثرواتها الطبيعية بالمحافظة والذي تم نهبه علي مدي ثلاثين عاماً .. ووسيلتي في هذا استخدام صلاحياتي القانونية في حدها الأقصي .. وكان مما نهب من هذه الثروات التعديات علي أملاك الدولة وقد قمنا بحصرها. واستعدنا جزءاً كبيراً منها وكذا هناك القرارات المتعلقة بالشراكة أو التعاقد مع أصحاب حق الانتفاع في بعض المرافق والمواقع والأراضي. ومنها أراض البرك بآلاف الأفدنة. وقد حصلوا علي الفدان بجنيه!! والمحاجر التي نستخلصها يومياً ولولا الغياب الأمني لأنجزنا كل ما ينبغي في هذا الصدد .. فاللأمن دور اقتصادي ونفسي حاسم في معركة استرداد ثروات الشعب .. وبسبب غيابه تعطلت شركات ومصالح كثيرة في الصالحية والعاشر من رمضان وغيرهما. يضيف الناقد د. عزازي: جزء كبير من حالة الانفلات الأمني وقطع الطرق المستمر بدأ يحدث بعد انتخابات مجلس الشعب. ولم نكن نعاني من هذا الموضوع قبلها أبداً .. وهذا يعني أن هناك قوة منظمة تقوم بكل ذلك بجميع أنحاء المحافظة. بنفس الكيفية والطريقة وبترديد نفس المطالب .. فيقومون بالتظاهر أمام ديوان عام المحافظة والمديريات والمستشفيات يومياً. لتعطيل العمل والإنتاج وكسر هيبة الدولة وتعميق فكرة ضعفها بنفس الآلية في كل هذه المواقع. ويحدث هذا في الشرقية أكثر من أية محافظة أخري لكوني محافظاً ينتمي للثورة وليس جهاز الدولة التقليدي .. واتهم بشكل مباشر الإخوان وحزب الحرية والعدالة بالوقوف وراء هذه الأحداث وإثارة هذه المشاكل وعندي من الأدلة ما يكفي .. فهم يسيطرون علي 70% من جمعيات تنمية المجتمع واللجان الشعبية التي توزع أنابيب الغاز .. وهذه الجمعيات تكسب عشرات الآلاف يومياً من وراء أنابيب البوتاجاز وتطالب دائماً بزيادة حصتها منها وإذا تأخرت أو تعذر وصولها لبعض الوقت ولأسباب موضوعية خارجة عن إرادتنا يتم قطع الطرق فوراً ودون حوار ثم يرفعون سقف مطالبهم التي تتجاوز توفير الاسطوانات إلي إقالة رئيس قرية أو مدينة أو تعيين فرد ما في موقع ما!! وهذه الأحداث تقع كذلك في حالة الخبز. لأنهم يريدون حصة كبيرة منه كجمعيات وخاصة في مجال فصل الإنتاج عن التوزيع .. والاخوان يريدون بهذه التصرفات ان يظهروا أنهم أقوي من الدولة وأنهم صناع الثورة والرابحون وحدهم منها .. مع أنهم يضربون الثورة والدولة معاً في مقتل وهم يحاربون الدولة في محافظة الشرقية من خلالي وقد طالبوا بإقالتي أكثر من مرة في طلبات من نوابهم قدموها للجهات المعنية وطلبات إحاطة في مجلس الشعب بحجة طريفة وغريبة وهي انني قمت بتعيين أعداد كبيرة من المواطنين في مواقع عدة خدمة لهذا الشعب العظيم ومساهمة في تخفيف الأعباء عن الناس فاعتبر الاخوان هذا ذنباً اقترفته!! لأنهم لا يتصورون ان يأتي الخير في الدولة إلا من خلالهم!! بينما هم الذين يقفون ضد تعيين الشباب وضد خدمة الناس .. ويثيرون كثيراً من البلبلة والشائعات إلي درجة ان خرج أحدهم في الصحف ليقول إن الحيوانات النافقة بسبب الحمي القلاعية في الشرقية بلغ 60% من رءوس الماشية!! ونسبة 60% هذه تساوي 300 ألف رأس ماشية بينما العدد الكلي الذي نفق علي مستوي الجمهورية كلها 255 رأساً فقط!! والشرقية خالية من هذا الوباء كما أعلنت الجهات الصحية والبيطرية والزراعية ولم ينفق في الشرقية سوي 12 حالة لعجول رضيعة وبدون الحمي القلاعية بل لأسباب مذكورة في التقارير الصحية وهي التهاب رئوي وإسهال.. ومن يتحدث بهذا الكذب ما هي أجندته سوي إثارة البلبلة والشك وتحريض الناس علي جهاز الدولة التنفيذي وإثبات ضعفها؟!! حول رؤيته لما يشاع من سحب الثقة من الوزارة أو إقالتها يقول د. عزازي: الوزارة لن تستقيل ولن تقال إلا بعد الانتخابات الرئاسية .. وما يحدث من تهديد هو معركة عض أصابع بين الحكومة والإخوان أو الدولة والإخوان واستثمروا عدم تدخل الجيش في الصراع السياسي لتأكيد شائعة ان المجلس العسكري يدعمهم .. وهذا غير صحيح. وحول موقف الإعلام والصحافة منه بصفته صحفياً .. يقول المحافظ الإعلام لا ينصفني رغم الزمالة!! باستثناء بعض الكتابات والأعمدة المحترمة التي تدعم هذه التجربة لأحد المثقفين الثوريين في موقع المحافظ وهناك عمليات اغتيال معنوي متعمد تمارس ضدي في جرائد محددة. ويؤكد الناقد د. عزازي علي عزازي حنينه للفكر والإبداع والأدب: انتاجاً وقراءة لكن الظروف الاستثنائية التي تعيشها مصر والأزمات المفاجئة تصرفه عن تخصصه وحبه واهتمامه الأول .. فنحن كمال يقول نعمل 24 ساعة لمعالجة الأزمات . ونؤجل كثيراً من الملفات في مجال البناء والتنمية والفكر والثقافة وكان تصوري حيث توليت هذا الموقع ان علي رأس أولوياتي العمل الثقافي والنهوض بالفكر القومي وحماية الآثار خاصة ان الشرقية تمتلك منها ثروة قومية طائلة.