رغم النجاحات الواضحة التي حققتها ثورة 25 يناير و تمكنها من اسقاط النظام الاستبدادي الفاسد الذي ظل متحكماً في مستقبلنا طوال 30 عاماً إلا أن هذه النجاحات لم تصمد طويلاً أمام محاولات فلول النظام السابق في إفساد هذه النجاحات وإشاعة الفوضي الهدامة التي تعصف بما تحقق من تقدم. لا ريب أن عمليات التغيير والتطوير التي جاءت بها الثورة قد أثارت الكثير من العداءات من جانب فلول النظام السابق ودفعها إلي هذه المحاولات المتكررة للعودة مرة أخري إلي مواقعها السابقة وإلي نفوذها الذي ضاع منها وإن كان من الطبيعي أن تصاحب بعض الثورات في مراحلها الأولي مراحل من الفوضي وعدم الاستقرار وظهور عناصر من البلطجة السياسية لإفشالها إلا أن الثورات ونجاحها تنتقل إلي مراحل أكثر إشراقاً. تعتمد الثورات في تحركاتها إلي الأمام علي عناصر أساسية أولها حسن الإدارة والتمسك بالقواعد والمبادئ التي تضمن للمجتمع تحقيق أهدافه. لقد تعرضت الثورة المصرية للعديد من الانتكاسات وعلي رأسها إشاعة الفوضي التي واكبت الانفلات الأمني والارتباك الحكومي.. ومن المستغرب أن تظهر في مجتمعنا هذه الموجات من الفوضي والخروج علي القانون وظهور البلطجة بصورها المختلفة.