من الطبيعي في هذا التوقيت ان تبدأ عقول علماء مصر. التفكير في كيفية إقامة مشروعات جديدة من شأنها الاسهام في نمو الاقتصاد المصري بما يحقق له أرباحاً هائلة تغنيه عن المعونة الأمريكية التي تعتبرها أمريكا طريقها للتدخل في الشئون الداخلية للبلاد. ومن هنا كانت الفكرة التي تبنتها جمعية رجال الأعمال بقنا والتي يقدمها دكتورصموئيل أسعد بمثابة مشروع عملاق يجلب استثمارات فورية تقدر بنحو 300 ملياردولار من خلال تفعيل إمكانيات وموارد طبيعية مهدرة. وكل ما تحتاجه الفكرة هي التبني الفوري من قبل المجلس العسكري ومجلس الوزراء. يقول د. صموئيل أسعد عزيز طبيب بيطري إن المشروع عبارة عن هجرات مليونية عمالية إلي سواحل البحر الأحمر وجبل العوينات وبحيرة ناصر وتوشكي واستثمار تلك الأماكن من خلال زراعتها وبناء مدن عمرانية جديدة بها. وذلك بدلاً من رحلات الموت الي اليونان وإيطاليا والغرق في البحر المتوسط وهو يستهدف تحويل كل منطقة إلي مساحة أخري تعادل ضعف مساحة مصر الحالية. مؤكداً أن المشروع سيضخ نحو 30 مليار دولار سنوياً في شرايين الاقتصاد المصري وسوف يخلق نحو ستة ملايين فرصة عمل فورية تكون حافزاً لهجرات مليونية عمالية برواتب شهرية تقدر بنحو 2500 دولار. كما سيوفر مسكناً عصرياً بكل مستلزماته من مفروشات وأجهزة لكل عامل تقسيطاً. أوضح أن مواقع إقامة المشروع مثل بحيرة ناصر سوف يجنب مصر خطر تراكم الطمي الذي يهدد بإزاحة جسم السد العالي وتشرخه واستغلال هذا الطمي في بناء المنازل والذي يحل محل الأسمنت والحديد وكذلك منطقة مثل توشكي أو شرق العوينات أو ضفاف بحيرة ناصرستحول مصر إلي أضخم مشتل للبذور والتقاوي والشتلات لأكثر من 20 دولة شرق أوسطية. لتعود مصر إلي الريادة الزراعية خاصة وان المركز القومي توصل إلي وجود مخصبات نباتية ومواد طبيعية في البيئة المصرية تعطي خصوبة دائمة للأراضي الزراعية تتراوح مدتها ما بين 50 إلي 100عام. فتلك الأراضي تعادل 4 أضعاف مساحة الوادي الذي نعيش فيه تستطيع أن تخرج مصر من أزمتها الحالية. من جانبه قال د. عماد أبوالقاسم رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بقنا إن تبني الجمعية لفكرة المشروع والمشاركة الاستشارية فيه بدور فعال ليس من قبيل أنه مشروع مثمر يدر أرباحاً مضمونة وإنما ايضا من قبيل احساسنا بالدور الوطني فالمشروع يحمل في طياته إيواء وتدريبا وتعليما ل 300 ألف طفل من أطفال الشوارع والأيتام والمعاقين ويحوله من عاطلين إلي طلائع تنمية مستدامة كما سيقوم المشروع بسد الفجوة الغذائية عقب استزراع المتاح من صحراء مصر وهو علي أقل تقدير 250 مليون فدان. أكد أن الجمعية بمشاركة أكثر من 10 مؤسسات عالميةتمول المشروع الذي ينقذ مصر ودول المنطقة وأوروبا من أزمات عديدة فالدول الأوروبية تري أن هذا المشروع يعد انقاذ لاقتصاديات هذه الدول من خطر تكدس المخزون السلعي الراكد وإنقاذها من الأزمة الاقتصادية كذلك استيعاب أكبر عدد من الطاقات البشرية والتي كانت تستغل في أعمال العنف وتهدد الأمن العالمي. مشيراً إلي ضرورة تبني رئيس مجلس الوزراء للمشروع للبدء في تنفيذه. أشار إلي أن هو مواقع تنفيذ المشروع سوف تستهدف السياحة التخصصية والسياحية العلاجية لعرض الأمراض المزمنة والمسنين وسياحة السفاري وكذلك تجميع الصناعات الكهربائية الالكترونية والثقيلة للدول العشرين الكبار وتخزينها وطرحها علي المستهلك. كما يستهدف إحياء الحرف اليدوية من أشغال النسيج والتريكو والخزف وترويج التجارة العالمية بتفعيل السياسات العالمية النبيلة لهيئة الأممالمتحدة موضحا أن المشروع يحتاج إلي حشد قومي للمصريين في الداخل والخارج لتنظيم هجرات مليونية عمالية. وأبدي د. صموئيل أسعد تخوفه من أن يتم تجاهل مشروعه مثلما حدث مع مشروع سابق - مازال قائما - كان قد تقدم به لوزراء النظام السابق. ويتلخص في زراعة نبات "جوجوبا" وهو نبات صحراوي لا يحتاج إلي ماء بشكل دائم وهو نبات ا ستراتيجي بالنسبة للدولة حيث يستخلص منه أنقي الزيوت التي تستخدم لصناعة الصواريخ والمحركات النفاثة. أوضح أنه عكف علي المشروع لسنوات طويلة وتقدم بها للمسئولين في عام 1995 وبالتحديد لوزير الزراعة الأسبق يوسف والي وأكد خلال دراسته التي تقدم به أن هذا النبات الذي يزرع في الأراضي القاحلة ويتحمل الملوحة الكبيرة للمياه يحتوي علي 36% بروتين و42% كربوهيدرات والباقي مواد معدنية وينتج أنقي الزيوت التي تستخدم في صناعة الصواريخ ومحركات الطائرات وكذلك ينتج منه أجود أنواع الأعلاف الحيوانية. قال إن الأمر في البداية كان بمثابة نكتة ليوسف والي أو أنه مجرد بحث خيال علمي إلي أن قمت بمساعدة بعض العلماء تجربة زراعة النبات في المحطة الاقليمية شرق الدلتا ونفذنا التجربة علي مساحة خمسة أفدنة وأعطت نتائج مدهشة خلال أربعة أعوام في حين ان النتائج تأتي في عامين فقط إذا تمت الزراعة داخل الصحاري القاحلة. أضاف د. أسعد: عندما اقتنع مسئولو النظام السابق بالفكرة. طلب مني يوسف والي التوجه إلي السفارة الإسرائيلية ومعي ملف كامل يحمل تفاصيل فكرة زراعة الهوهوبا أو الجوجوبا وكيفية الاستفادة منه بحجة أن الإسرائيليين لهم خبرات سابقة في زراعة هذا النبات واقتنعت بذلك وذهبت للسفارة الإسرائيلية وكل ما حدث انهم طلبوا مني السفر ومعي فريق عمل لزراعة النبات في إسرائيل بحجة وجود تعاون زراعي بين البلدين. إلا أنني رفضت العرض لأنني أبتغي خدمة مصر.