وجود فئة ضالة أو منحرفة في أي مجتمع لا يعني أن هذا المجتمع كله فاسد أو ضال.. إذ لا يوجد مدينة فاضلة علي وجه الارض ولذلك فإن ما حدث في موقعة استاد بورسعيد لا يعني أن أهلها الطيبين كلهم مذنبون فالمؤكد تماما أن 99.9 في المائة من البورسعيدية يرفضون هذا العمل الإجرامي الذي حدث وهم بريئون منه ولكن هناك أناسا ارتكبوا الجريمة ولابد من عقابهم كما تنص عليه الشريعة والقانون ونتصور أن المجرمين سينالون عقابهم بعد انتهاء التحقيقات الجارية حاليا. ولكن.. في تصورنا أن هناك مشكلة كبري عنيفة فالاحتقان بين جمهوري الأهلي وبورسعيد لايزال موجوداً.. وانظروا إلي موقع التواصل الاجتماعي علي الإنترنت لتروا أن لهيب الازمة لايزال مستعرا فالبورسعيدية يشعرون أن كل مصر ضدهم ومع الأهلي والأهلاوية ينادون بالثأر والانتقام وهذه المشاعر وذلك الصراع خطر جدا علي مصر كلها خصوصا بعد تدخل نواب مجلس الشعب لتأييد جبهة علي جبهة خشية ضياع الأصوات مستقبلا وكذلك تدخل الاعلاميين بالشحن غير المبرر له الذي يؤدي إلي زيادة فتيل الازمة اشتعالا. ونحن لا نحب مطلقا تدخل السياسيين في الرياضة وأحدهم خرج يهدد ويتوعد في حال صدور عقوبة ضد النادي المصري وهذا ليس دوره وانما هو دور الرياضيين وأصحاب الشأن من أهل الكرة والمدهش أنه جاءه رد من شخصية قيادية حكومية تؤكد له عدم صحة هذه العقوبة المنتظرة!! كما أن لجنة تقصي الحقائق البرلمانية ضمت نوابا من بورسعيد ورغم أنهم من الرجال المحترمين إلا أن وجودهم داخل اللجنة لا يتناسب مع مبدأ الحيادية والشفافية بدليل التصريحات التي تصدر منهم الآن كذلك مشاركة آخرين في مسيرات الألتراس الأهلاوي في مواجهة النائب العام وكأنه لا يكفيهم ما لديهم من أدوات ووسائل وحصانة تحت قبة البرلمان. وإليهم نقول إن بورسعيد جزء عزيز وغال من مصر.. وهي ليست أقل أهمية من القاهرة العاصمة.. فكل أرض مصر سواء والنظرة الدونية مرفوضة.. والأزمة التي نعيشها لا تخص أهلي القاهرة ولا مصري بورسعيد بل هي نار تمس كل المصريين.. علينا أن نترك النيابة والقضاء يقولون كلمتهما الفاصلة.. وعلي العقلاء والحكماء من الجانبين التوقف عن التصريحات المسيئة للطرف الآخر.. ونحن نحتاج مبادرات لإطفاء نار الفرقة والتحزب.. والحياة يجب أن تسير "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" صدق الله العظيم.