لن يستطيع احد محاسبة الاخوان المسلمين علي شيء الآن ما لم تتح لهم فرصة تشكيل حكومة تكون جناحهم التنفيذي المتناغم مع جناحهم السياسي .. وإذا كانت حكومة الجنزوري ستستمر إلي ما بعد الانتخبات الرئاسية فالمنطق والعقل يقول بضرورة تشكيل حكومة جديدة بمعرفة أحزاب الأغلبية في مجلسي الشعب والشوري تكون علي وفاق وفهم مع من اختارهم الشعب لتمثيله.. حكومة تنفذ رؤي وبرامج هذه الأغلبية التي وعدت الشعب المصري بالكثير من برامج الإصلاح والتنمية والتقدم وانقاذ الاقتصاد الذي تدهور علي مدار عام وأكثر وتحقيق عدالة اجتماعية وإعادة بناء الدولة التي خربها مبارك وحاشيته علي مدي عقود. من حق حزب الحرية والعدالة وحزب النور والأحزاب الممثلة في مجلس الشعب تشكيل حكومة قوية بعد حكومة الجنزوري وأنا شخصياً أعتبر أن هذا الحق ليس منة من أحد ولكنه حق طبيعي مكتسب بقوة الشعب نفسه الذي انتخب هذه القوي التي كانت مجنبة ومبعدة ومحاربة في عصر المخلوع ولو ان اختيار الحكومة كان بالانتخاب لحققت هذه القوي السياسية نفس الدرجة من الفوز ونفس القدر من النجاح. ان أي معوقات أو اعتراضات علي تشكيل حكومة جديدة بمعرفة أحزاب الأغلبية في مجلسي البرلمان لن يكون أبداً في صالح البلاد والعباد فإذا أردنا ان نحمل الأحزاب السياسية الغالبة في الانتخابات المسئولية فيجب ان نعطيها الفرصة كاملة في إنتاج سلطة تنفيذية تؤمن بنفس برامجها وتصوراتها وأحلامها ويجب ان يعينها الجميع علي خوض التجربة علي أرض الواقع وتتعامل معه قرب وبشكل مباشر ووقتها سيكون الاختبار عادلاً. أتصور ان حزب الحرية والعدالة الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ومعه الأخري الفائزة في البرلمان قادرون علي انتاج حكومة قوية سيتم دعمها من كل هذه القوي وعلي رأسها الاخوان الذين يملكون في رأيي برامج معدة بدقة وحرفية وخبرات جيدة لحل الكثير من المعضلات الاقتصادية ومعضلات التنمية وهم فقط ينتظرون الإمساك بزمام الأمور لتبدأ انطلاقتهم وهم يقدرون انهم في ظرف تاريخي صعب ويشعرون انهم قادرون علي المرور بالبلاد إلي بر الأمان. مع انتخابات الرئاسة التي أوشكت علي البدء ومع بناء الدستور الذي أوشك علي البدء أيضاً يجب ان يكون هناك اتفاق ما علي رؤية واضحة لتجهيز حكومة جديدة تكون جاهزة لتسلم مهامها فوراً.. حكومة مشكلة بمعرفة ورئاسة أحزاب الأغلبية أو حزب الأغلبية لتلعب دوراً تنفيذياً صعباً في ظروف أكثر صعوبة .. واعتقد ان حزب الأغلبية "الحرية والعدالة" ومعه بعض الأحزاب قد أدركوا هذا مبكراً وهم علي أهمية الاستعداد لتحمل مهامهم وتحمل قدرهم وينتظرون دخول الاختبار العادل وقادرون أيضاً علي مواجهة أي ألاعيب سياسية تحاول انتزاع هذا الحق منهم .. والحق معهم.