تشهد الإسكندرية في هذه الأيام ظاهرة تعد الأغرب من نوعها.. وهي قيام أطفال وشباب من الجنسين في عمر الزهور يتخذون من عربات القطارات ومحطات بدءاً من محطة مصر إلي أبي قير وكراً ومكاناً آمناً طوال اليوم وأمام الأهالي والركاب لتعاطي المواد المخدرة بالسرنجات وشم الكلة. بدأت الظاهرة تأخذ منحني خطيراً بعد أن ظهرت مجموعة من البلطجية والنسوة في عمر العشرينيات يقومون بتجميع أكبر عدد ممكن من الاطفال فتيات وشباباً علي أرصفة محطات القطارات ويغرونهم بالأموال ومدهم بالمواد المخدرة سواء الحشيش أو حبوب الهلوسة أو الكلة ليكونوا منهم مجموعات صغيرة لسرقة الأهالي داخل عربات القطارات المتجهة من وإلي الإسكندرية. المساء رصدت البرنامج اليومي لعمل هذه المجموعات والذين يثيرون الرعب والخوف والفزع لدي الأهالي لتضع أمام الجهات الأمنية والمعنية المختلفة هذه القضية الخطيرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً للتصدي لهؤلاء الصبية والبلطجية. ويبدأ عمل هذه المجموعات في تمام السادسة صباحاً حيث يقوم قادة تلك المجموعات بإيقاظ الاطفال والشباب والفتيات وتقسيمهم إلي مجموعات صغيرة يتم توزيعها علي محطات القطارات ثم يمدونهم بالمواد المخدرة والسرنجات عيني عينك أمام مفتشي المحطات لتعطيها. وتتخذ كل مجموعة منهم مكاناً آمنا بين المحطات ويستغرق ذلك حوالي من 60 - 70 دقيقة ثم يتم بعدها إلقاء التعليمات لهؤلاء الصبية وتوزيعهم علي عدد عربات القطارات وخاصة المزدحمة بالركاب ليقوموا بسرقة الركاب ويعلمونهم طرق الهروب في حالة الإمساك بأي منهم حيث يقوم الصبي بالقاء ما سرقه من نوفذ القطارات ويكون هناك في نفس الوقت أفراد منهم جاهزون لتلقي المسروقات وتجميعها لتسليمها إلي زعماء العصابات. أبدي الأهالي والركاب استياءهم الشديد بالرغم من تعدد البلاغات المختلفة للجهات المعنية بضرورة تخليص محطات القطارات من هؤلاء الصبية المتشردين والذين يتحرشون بالفتيات والمارة للسرقة. يقول اسامة حسني "موظف" هذه الظاهرة الغريبة كنا نشاهدها من قبل وعلي استحياء في محطات عربات الترام وأتوبيسات النقل العام وعندما يشعر هؤلاء الصبية بمطاردة الأهالي لهم نقلوا نشاطهم إلي محطات القطارات حتي لا يتمكن أحد من الإمساك بهم ومعظمهم يحملون الأسلحة البيضاء رغم صغر أعمارهم ويستخدمونها عند اللزوم. يلتقط طرف الحديث بدوي علي "نجار" فيقول إن الخوف يكمن في قيام أحد هؤلاء الصبية بالاحتكاك بالركاب ويهدده بالسلاح الأبيض بغرض السرقة وهم ملابسهم رثة وممزقة ورائحتهم تزكم الانوف. تضيف عديلة أحمد إحدي الفلاحات التي تقوم بتحميل بضائعها المختلفة من كفر الدوار لبيعها بالإسكندرية بأنهم اصبحوا يخشون من ركوب القطارات رغم أنها وسيلة سهلة وفي متناول أيديهم وقد تم سرقة أقفاص الخضراوات والبيض منها تحت تهديد السلاح واضطرت للعودة مرة أخري إلي بلدتها دون جني الربح!! أما فاطمة أحمد. ربة منزل فهي حزينة علي المظهر غير الحضاري من قبل هؤلاء حيث ينتشرون بشكل كبير طوال الليل بعد الانتهاء من اعمال السرقة والنهب لتعاطي المخدرات علي الرصيف وهذا تصرف غير مألوف علي مجتمعنا خاصة أن هذه الظاهرة انتشرت بعد الثورة في ظل عدم وجود الأمن. يتساءل عادل قلدس بائع لماذا لا يتم تأمين محطات وعربات القطارات وضبط هؤلاء ووضعهم داخل مؤسسات ايوائية لتعليمهم حرفا معينة حتي لا يكونوا قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمع؟! كما يتساءل أيمن طالب بحقوق الإسكندرية أين دور الجمعيات الأهلية بنظر مشاكل هؤلاء الصبية الذين لا يجدون مأوي لحمايتهم من القوادين والذين ينتهزون فرصة تسريب هؤلاء الاطفال من أسرهم واستغلالهم في العمليات الإجرامية. أكد مصدر مسئول بهيئة السكك الحديدية بالإسكندرية للمساء أن هؤلاء الصبية المتشردين لا يستطيع مفتشو الهيئة بالمحطات التصدي لهم وطردهم لأنهم عصابات صغيرة ويحميهم بلطجية مدججون بمختلف الاسلحة البيضاء والنارية لتأمينهم وبالطبع فإن هذا ليس من اختصاص المفتشين وانما من اختصاص الجهات الأمنية!!