أمر رئيس نيابة الدخيلة بحبس كل من يوسف سمير يوسف "27 سنة - استورجي موبيليا" و"محمد سليمان محمود" "20 سنة - استورجي".. أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وانتداب الطب الشرعي لتشريح جثتي محمود سليم عبدالوهاب "36 سنة - تاجر" وزوجته عبير علي أحمد "37 سنة - ربة منزل" لتحديد عدد الطعنات بجثة المجني عليه الأول وأسباب وفاته ووفاة زوجته وتحريز السلاح المستخدم في الجريمة.. وتسليم نجلهما "عام ونصف العام" إلي أسرة الزوجين. كانت منطقة الدخيلة قد شهدت مأساة انسانية راح ضحيتها تاجر جملة وزوجته لطمع جاره في مكسبه اليومي والأغرب أن مرتكب الجريمة ترك "طفلا" عمره "عام ونصف العام" بلا طعام أو شراب لمدة يومين علي أمل أن يموت بمفرده. اكتشاف الجريمة لا يقل غرابة عنها حينما تأخر المجني عليه "محمود سليم عبدالوهاب" في فتح محل بيع الجملة للمواد الغذائية لمدة يومين مما أثار شكوك "والده" الذي توجه إلي منزل نجله حيث تقع شقته بالدور الخامس وظل يطرق الباب دون جدوي.. فتوجه إلي المتهم "يوسف سمير" والذي تقع ورشته بالقرب من محل المجني عليه ليساعده مع الجيران في تحطيم باب الشقة لسماعه صوت صراخات "حفيده" من داخل الشقة ليتم كشف الجريمة البشعة. أمام اللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية أدلي الصديق الخائن "يوسف سمير" باعترافات تفصيلية فقال: تربطني علاقة صداقة وطيدة بالمجني عليه "محمود سليم" ونحن جيران بالمسكن والمحل بنفس المنطقة.. واعتدت أن أشاهده يحمل "كيس قماش كبير" حصيلة البيع بالجملة يوميا ويتوجه به إلي منزله فكنت أنظر إليه بكل حقد وأسف علي ما يكسبه يوميا بينما أعاني أنا من الفقر وتراكم الديون حتي وصلت ديوني للمقهي المجاور إلي 50 جنيها كان يطالبني بها صاحب المقهي كلما طالبته بكوب شاي ومع زيادة ديوني بدأت أفكر في سرقة صديقي لأنني كنت أشاهده يلبس أنظف الملابس ويشتري لزوجته وابنه أفخم أنواع الطعام فقررت أن أشاركه فيما يكسبه واتفقت مع عامل يعمل لدي يدعي "محمد سليمان" كان مثل حالتي تتراكم عليه الديون لأنني لم أكن أستطيع دفع يوميته. اضاف: أحضرت "فانلة سوداء" وقمنا بتفصيلها علي شكل غطاء للوجه حتي لا يتعرف علينا وأحضرنا مطواه "قرن غزال" لكل واحد منا وانتظرنا علي السلم حتي عودته في الساعة العاشرة ليلا ومعه حصيلة يومه.. وما أن وصل لباب شقته بالدور الخامس وحاول فتح باب الشقة حتي قمنا بالهجوم عليه ولكنه قاومنا بكل قوة فسقط الغطاء من علي وجهي وبالطبع تعرف علي فدفعته إلي الداخل ودخلنا الشقة حيث رأتنا زوجته وهي تحمل طفلها. اضاف قام "محمود" بمعاتبتي لأني حاولت سرقته وطلب مني أن أخذ كل ما معه من أموال علي أن أتركه هو وزوجته ونجله وأقسم علي أنه لن يبلغ عني وتوسل لي بحق الصداقة والزمالة التي جمعتنا في منطقة واحدة ولكني وقتها كنت قد عقدت العزم علي قتله لأنه سيبلغ عني ويفضحني في المنطقة.. فطلبت منه أن يدخل زوجته ونجله لحجرة النوم حتي نتكلم براحتنا وعندما رفضت زوجته نهرها وطلب منها تنفيذ ما نقوله. .. ثم طلبت منه أن نقيده حتي لا يستغيث عند نزولنا ويعطينا وقتا للهروب وبالطبع صدقنا وما أن قمنا بربطه حتي أنهلت عليه أنا و"محمد" بالطعن ب"23 طعنة" وهو يطلب منا أن نرحم زوجته ونجله ويردد "منك لله" فسارع "محمد" بذبحه بالرقبة لأننا لن نتحمل كلماته وطرقنا الباب علي زوجته التي كانت مشغولة ببكاء طفلها فلم تسمع صوتنا وما أن فتحت حتي قمنا بخنقها وهي في حالة ذهول بعد أن شاهدت جثة زوجها ثم قيدناها وفتشنا الشقة فعثرنا علي ما يقرب من أربعة آلاف جنيه بالاضافة إلي تليفونين محمولين. وقمنا بوضع "الطفل" في حجرة بمفرده وأغلقنا الباب عليه حتي يموت بمفرده من الجوع. كان اللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية قد أمر بتسليم "الطفل" إلي جارة الأسرة لكي يستحم ويتناول الطعام بعد أن تم العثور عليه وهو في حالة إعياء بعد تركه لمدة يومين. كما عثر فريق البحث علي مبلغ "3 آلاف جنيه" بحوزة المتهم الأول بالاضافة إلي التليفون المحمول المسروق والسلاح المستخدم في الجريمة.