يبدو ان اعمال البلطجة والمليشيات المسلحة التي تشهدها الاسكندرية علي قري الزراعيين باطراف المدينة انتقلت إلي وسط الاسكندرية لتشهد منطقة العطارين معارك بالزجاج والخرطوش والطوب علي مدار اكثر من اربع ساعات متواصلة اسفرت عن مصرع "عامل" واصابة اثنين. تعود وقائع القصة الحقيقية لمعركة منطقة الميرغني مع العطارين لقيام صاحب قطعة ارض لاتتعدي ال 60م بالبناء المخالف وبدون ترخيص ليلاً كما هو معتاد بالاسكندرية الان ولان المنطقة تقع علي الحدود ما بين الميرغني والعطارين فقد حرص علي دفع الاتاوة المعروفة الان لمجموعة من البلطجية بالميرغني وهو ما لم يرض عنه بلطجية سوق العطارين.. لتظل المنطقة علي مدار ثلاثة ايام في حالة جذب وشد.. وبالفعل مع الساعة الحادية عشرة والنصف من اليوم الثالث قام مجموعة من البلطجية بمهاجمة اقرانهم بالميرغني وهو ما دفع اهالي المنطقة وسوق باب عمر باشا بالاستغاثة بالامن الذي نزل في المرحلة الاولي ما بين قوات للشرطة والقوات المسلحة وتم التعامل مع البلطجية الذين قذفوا القوات بالحجارة والزجاجات الفارغة وطلقات الخرطوش واثناء محاولة القوة الامنية اطلاق اعيرة نارية لتفريق ما يقرب من مائتي بلطجي من المهاجمين اصيب "مصطفي السيد عوض" "21 سنة- عامل" اثناء تواجده بالمنطقة وتم نقله إلي المستشفي الجامعي حيث لفظ انفاسه هناك.. وتمكنت قوات الامن من فرض سيطرتها علي المنطقة لتعود حالة الهدوء اليها مرة اخري وتغادر قوات الامن بينما اشتت عودة البلطجية ليتعدي عددهم ال "500" والذين استعانوا باصدقائهم من المناطق الاخري ليشنوا هجوما علي منطقة الميرغني وباب عمر باشا مع الواحدة صباحاً ويعودون مرة اخري في الثالثة والنصف فجراً في ظل غياب امني تام لجميع الاستغاثات ليتم تحطيم اثنين من مقاهي المنطقة وتحطيم وسرقة ما يقرب من "15" محلاً وفرشا للباعة الجائلين واستخدم البلطجية كل ما هو متاح من اسلحة نارية وسيوف ومطاوي وطوب وزجاجات فارغة و"بازوكة" وهو نوع من الصواريخ من المفروض ان يطلق في السماء ليعطي اضواء ناصعة ولكن البلطجية يطلقونه مباشرة ليصيب من امامه في مقتل او يتسبب في حريق هائل ولتستمر اعمال الضرب والنهب والسرقة حتي الساعات الاولي من الصباح دون حسيب او رقيب. علي الجانب الآخر قام ما يقرب من "الف" من اقارب العامل المتوفي بمحاولة اقتحام قسم العطارين انتقاماً لمقتل "العامل" بطلق ناري غير مقصود وانتقلت قوات الامن المركزي ومدير امن الاسكندرية والقيادات الامنية للدفاع عن القسم علي مدي ما يزيد علي ساعتين بعد ان اغلقت جميع الطرق المؤدية لقسم العطارين وتم قذفه بالحجارة والزجاجات حتي تمكن مجموعة من العقلاء من احتواء ازمة الغضب لاسرة المتوفي. ولم ينته المشهد المأساوي عند هذا الحد حيث اغلق تجار شارعي الخديوي وباب عمر باشا واغلب تجار الميرغني محالهم خوفاً من تداعي الاحداث كما استعد الباقي بالاسلحة والشوم والزجاجات لمواجهة اي هجمة مرتدة من بلطجية الميرغني او من العطارين لتظل منطقة سوق باب عمر باشا اشبه بالمدينة المهجورة لاثار الحرائق والتحطيم والذعر بين الاهالي.. في الوقت الذي تم منع المرور امام قسم العطارين وتوزيع قوات الامن المركزي حوله واعلاه تحسباً لاي هجوم مباغت مرة اخري.. وبعيداً عن التواجد الامني الذي فشل في احتواء الازمة التي يقف وراءها البناء المخالف قام مجموعة من العقلاء وكبار السوق بعقد جلسة مصالحة بين طرفي المشاجرة واخذ تعهد بعدم مهاجمة احدهم للآخر وحصر التلفيات لتعويض صغار التجار من الخسائر التي لحقت بهم. كما قامت نيابة العطارين بمعاينة موقع الاحداث في حراسة الشرطة ومعاينة قسم العطارين وتقدير قيمة الخسائر المبدئية وامرت بتحديد نوع الطلقة النارية التي تسببت في وفاة "العامل" في موقع الاحداث لبدء التحقيق عن المتسبب فيها وضبط واحضار "6" متهمين في اشعال المعركة بالسوق.. وتحريات المباحث حول الواقعة ولتحديد قيمة الخسائر الناتجة عن عمليات الهدم والاحراق والاتلاف والسرقة واستدعاء اصحاب المحال المسروقة والمحطمة لسؤالهم. الغريب ان اعضاء مجلس الشعب عن الدائرة من جميع الاحزاب لم يتواجدوا وقت الاحداث ولا في اعقابها ولم يحاولوا تهدئة الاجواء او حتي من اجل التواجد المشرف.