حدثت هذه الواقعة منذ أكثر من 3200 عام.. أي قرب نهاية حكم الملك رمسيس الثالث والذي استمر جالساً علي عرش مصر نحو 32 عاماً. وبينما كان الملك غارقا في ملذاته وشهواته بين عشرات النسوة الحسان من زوجات وجوار.. تطلعت إحداهن وهي من تدعي "تي" إلي توريث ابنها "بنتاور" العرش. ورأت المرأة أن تقضي علي حياة هذا الملك الطاعن في السن لتحقيق غرضها بفرض ابنها علي العرش. وقامت بمؤامرة واشترك معها عدد من العاملين في القصر. وبعض موظفي الحريم وست زوجات للضباط. بالإضافة إلي عدد آخر ممن كانوا في خدمة الفرعون الشخصية. وغيرهم من خارج القصر.. تم استخدام هؤلاء في تغذية الشعب بالأكاذيب وتقوية روح التذمر والكراهية للملك العجوز وكانت رسائل المتآمرين خارج القصر هي إثارة الناس والقيام بأعمال عدوانية ضد مولاهم. كما جاء في كتاب الدكتور لواء "بهاء الدين إبراهيم" "الشرطة في مصر القديمة".. ولكن المؤامرة كشفت.. رغم أنها كانت مدبرة بإحكام وتبين أنها من الخطورة بحيث يصعب تطبيق إجراءات القانون الرسمي العادي ضد المتآمرين حتي لا تعلن أمور من الخير أن تبقي بعيدة عن أذهان الشعب.. ولهذا تقرر تشكيل محكمة خاصة تكونت من 14 موظفاً.. من شخصيات مختلفة.. أما إجراءات المحاكمة كما ذكرها الدكتور سليم حسن في كتابه "مصر القديمة" هي أن التهم الموجهة إليهم تعلن ضدهم. ويلاحظ أن بعض التهم وُجهت لبعض المتهمين علي أساس أنهم علموا بالمؤامرة ولم يبلغوا عنها.. وحدث أثناء المحاكمة أن حاول بعض النسوة بالاتفاق مع اثنين من الضباط. وتآمر الجميع مع اثنين من القضاة وكان هذا خيانة للثقة وإساءة لاستخدام السلطة من رجال الشرطة والقضاة. وقد أدين في هذه المؤامرة التي سميت "مؤامرة الحريم" التي تزعمتها زوجة الفرعون لتوريث ابنها عرش مصر.. بدلاً من الابن الشرعي الأكبر رمسيس الرابع.. وصدر الحكم بإعدامهم. وجذع أنوفهم. حدثت هذه الواقعة منذ نحو 32 قرناً من الزمان. الأم تريد أن يورث ابنها الحكم والعرش.. وتفعل الأم ما تشاء من أفعال حتي لو وصل الأمر لحد الخيانة والمؤامرة.. ومثل هذه الأفعال كادت تحدث في العهد السابق .