أثناء توجهي لعيادتي الخاصة وجدت زحاماً لم اعتده في الطريق حتي وصلت لعنق الزجاجة لأجد شاباً وصديقه يقفان في نهر الطريق يستمعان لموسيقي صاخبة بسعادة وإلي الجحيم كل شيء آخر. نزل رجل كبير السن اعترض الطريق ليكلم الشاب فما كان من الشاب إلا أن نظر إليه بازدراء لا أخلاقي ونزل من السيارة بهدوء وكاد يضربه لولا تدخل المارة وأنا منهم. نعم هذا حدث أمامي ويحدث يومياً وسيادة شريعة الغاب القوي الفتي الصغير السن يلعب رياضة والجيم ليبني عضلات متشبه "برامبو" وبهذا أصبح يملك مؤهلات تجعله يفعل ما يشاء وحبذا لو معه سلاح أبيض أو أسود لا تفرق. يعترضك بلطجي وسواق نصف نقل يأتي في المضاد وعندما تكلمه يشتمك ويعتدي عليك في وقت المهم هو الصح ولا يعترف بخطأ. الكثرة تغلب الشجاعة دعوة لشرذمة في عملك أو في الشارع يجتمع عدد لا بأس به يشتم ويسب ويلعن ليس بالضرورة مليونية إنما عدد وخلاص يضعك موضع قلق وسب وقذف وقد يصل الأمر للتعدي لو مش عاجبهم وإنت وحدك حتي مؤيديك لا أعرف لماذا يختفون؟. إنها شريعة الغاب البقاء للأقوي والأكثر وليس للأصلح. لهذا تنهار مصر وتسقط في كل المناحي ونحن لا نحس بذلك. شريعة الغاب وزئير التجمعات تهز أركان الغابة حتي لو بالباطل يساعدها إعلام متدن له مصالحه. إلي متي يمكن العيش بشريعة الغاب وإلي أين يقودنا هذا إلي الهلاك. هل يعلم هؤلاء أن الهلاك سوف يصل إليهم أم أنهم في طغيانهم يعمهون ويتصورون أن الهلاك لن يصل لهم. الدمار سيصل لنا جميعاً وهو يقترب جداً منا كلنا ثوار. فلول. نشطاء. بسطاء. عظماء. قيادة سياسية. مأجورين. بلطجية. شباب ائتلافات. أحزاب كلنا هالكون لا محالة إذا استمرت شريعة الغاب والبلطجة وتبادل الاتهامات والتخوين الدائم وإدعاء البطولة والثورة إلخ.. من ألفاظ براقة نهايتها سقوط مصر العظيمة علي أيدي أبنائها الذين اختاروا طريق شريعة الغاب رحمتك يارب وعفوك تهدي من تشاء وتضل من تشاء. لقد ضللنا الطريق بكل أنواع الضلال وأصبح كل واحداً منا لا تهمه مصلحة البلد المهم مصلحته الشخصية سواء الحصول علي منصب قيادي أو الحصول علي وظيفة أو التربح بالطرق المشروعة أو غير المشروعة أو فرض سطوته علي الآخرين سواء في محيط العمل أو موقع السكن أو الشارع. الأغرب من ذلك قنوات فضائية تفتح أبوابها لأشخاص يدعون أنهم سياسيون لكنهم عملاء ومأجورون لأن المشاهد يجد الشخص الواحد الذي يتحدث في قناة ما عن مصر والتداعيات التي تمر بها البلاد تجده يقول كلاماً في قناة يختلف عن حديثه الآخر في قناة أخري صدقوني هذه مهزلة بكل المقاييس خاصة عندما تجد قناة تستضيف طفلاً يتحدث عن السياسة فهل وصل بنا الأمر إلي هذا الحد.