أصبح الغني أو القادر هو الذي يستطيع إنقاذ حياته بأمواله من خلال شرائه لأكياس الدم التي لا يستطيع شراءها الفقير. حيث وصل سعر كيس الدم إلي 500 جنيه وهذا ما يؤكد علي أن مهنة الطب تبدل حالها وبدلاً من أن تكون رسالة أصبحت تجارة يتحكم فيها أصحاب المصالح الشخصية والنفوس الضعيفة الذين يتاجرون بآلام المرضي من خلال عرض أكياس الدم للبيع. حيث نجد زبائنها هم من يستطيعون دفع الثمن حتي تشعبت هذه التجارة وأصبح لها سوق رائج بسبب حاجة المريض إليها. حيث أصبح كيس الدم سلعة تساوي حياة فرد. يقول محمد عبدالعزيز: كنا في الماضي لا نشعر بنقص الدم ولكن الآن تغير الحال فإذا ذهب أحدنا لإجراء عملية جراحية فيطلب المستشفي من أهل المريض التبرع بالدم مقابل حصولهم علي شيكات للدم تقدم للمستشفي قبل دخول المريض غرفة العمليات. متسائلاً إذا كان المريض في حاجة لهذا الدم أو يريد إجراء عملية سريعة ولم يكن معه أحد فما مصير هذا الرجل سوي الموت المحقق له. لافتاً إلي أن حياة المريض يتحكم فيها كيس من الدم الذي أصبح سلعة من الصعب الحصول عليها خاصة للفرد الفقير الذي لا يستطيع دفع ثمنه في حالة عدم وجود متبرع. يضيف مجاهد النجار أن أكياس الدم موجودة وسهل الحصول عليها للقادرين فقط. مشيراً إلي أن شيكات الدم أصبحت خدمة من ضمن الخدمات والتسهيلات التي تقدم لأعضاء نوادي صفوة المجتمع رغم عدم وجود أي مشكلة لديهم للحصول علي أكياس الدم لأنهم يعالجون ويقومون بإجراء أي عملية بمستشفيات خمس نجوم لا تشترط توافر شيكات لأكياس الدم التي تصرف للمريض وعكس ما يقابل المريض الفقير عندما يتوجه إلي أحد المستشفيات الحكومية التي تقف أمامه بالمرصاد وتخيره بين حياته أو شيك الدم. يؤكد أحمد عبدالحفيظ أن مشكلة شيكات الدم لا يشعر بها سوي المواطن البسيط صاحب الدخل المحدود خاصة عندما يتعرض لحادث أو إجراء عملية جراحية بأحد المستشفيات الحكومية الذي يطلب منه سرعة إحضار كافة مستلزمات العملية بحجة نقصها بالمستشفي كالشاش والقطن وأكياس المحلول والسرنجات والأدوية اللازمة للمريض. فضلاً عن أكياس الدم إما عن طريق شيكات أو التبرع بالدم لبنك المستشفي. مشيراً إلي أنه يصادف الكثير من سيارات حملات التبرع بالدم بالشوارع والطرق العامة وعند تبرعه بالدم بها وطلبه لشيك تبرعه يكون الرد "بل ريقك بكيس عصير" ولا يكون لديهم شيكات لإعطائهم للمتبرع. متسائلاً اين تذهب كل هذه الأكياس التي يقومون بجمعها يومياً بالطرق والشوارع؟.. واين دور وزارة الصحة لتوفير أكياس الدم بمستشفيات الحكومة؟. مضيفاً أن هذه المشكلة لا تظهر بالمستشفيات الخاصة ولكنها تنتشر وبشكل فج بالمستشفيات العامة التابعة للوزارة. يلتقط الحديث حسن سنوسي قائلا: إن اخيه تعرض لحادث سيارة منذ 6 أشهر وعند نقله إلي أحد المستشفيات الحكومية فوجئ بطلب غريب وهو إحضار أكياس للدم حالاً لإسعافه من النزيف وعند سؤال كيف يحصل علي هذه الشيكات عرف بأنه لابد أن يحضر متبرعين مقابل هذه الشيكات وعند وصوله إلي بنك الدم همس له أحد الأفراد إذا لم يكن معك عدد متبرعين كاف هناك أشخاص يقومون بالتبرع لك بمقابل مادي. فضلاً عن أن لكيس الدم سعر ثابت وهو 500 جنيه للكيس الواحد وبرغم اندهاشه بأننا وصلنا إلي بيع دمائنا إلا أنه استجاب لإنقاذ حياة اخيه من الموت. متسائلاً إذا كان المريض لا يمتلك المال الكافي أو متبرعاً فماذا يكون مصيره؟!