أتابع الدوري الانجليزي لكرة القدم منذ سنوات بعيدة خصوصا مباريات فريقي المفضل مانشستر يونايتد. وفي كل مرة أتعجب كثيراً من اقتراب مدرجات المشجعين من أرض الملعب. وليس هذا بحسب بل أيضا عدم وجود أسوار بين هذه المدرجات وأرض الملعب. وأستغرب دائماً أنه مع عدم وجود أي حواجز انقطع الشغب الجماهيري المعروف من "الهوليجانز" وهم المتعصبون الذين يتناول أغلبهم إن لم يكن جميعهم الكحوليات الي تذهب بالعقول..! وأذكر البعض بأن الأسوار الفاصلة بين الملعب والمدرج في الاستادات الانجليزية قد تم نزعها بعد حادثة ملعب هيلسبرة موسم 1988/1989 حيث شهدت مباراة ليفربول وتوتنهام فورست في نصف نهائي كأس انجلترا. سوء تنظيم غير عادي نتيجة اندفاع الجماهير وغلق بعض البوابات ووجود حواجز كثيرة مما أدي الي مقتل 96 متفرجاً و300 مصاب. وتم تصوير هذه الواقعة علي الهواء مباشرة بقناة البي.بي.سي. وماحدث في استاد هيلسبرة قريب الشبه لما جري علي استاد بورسعيد في المباراة المشئومة بين المصري والأهلي والتي راح ضحيتها 73 مشجعاً مع الأخذ في الاعتبار أن الخطأ هنا متعمد من مجرمين ومنذ ذلك التاريخ "15 ابريل 1989" لم تشهد الملاعب الانجليزية شغباً كبيراً والأمور تحت السيطرة الي حد كبير حتي الآن. ومن هنا.. أدعو رجال اتحاد كرة القدم ومسئولي الأمن بوزارة الداخلية الي الاستفادة من خبرة سكوتلانديارد "الأمن الانجليزي" في مجال تأمين مباريات الكرة. وليس عيباً أن نعرف ونتعلم أو علي الأقل نستفيد من تجارب الغير. ونحن في الأصل نقلد الغرب في كل شيء ونسير حسب الموضة عندهم وليس عندنا. ويبقي الجمهور المصري الأصيل الذي يجب أن يتحلي بالروح الرياضية والأخلاق العالية وجمهورنا أصله متدين ويجب اتباع تعاليم دينه سواء المسلم أو المسيحي. وكلها تنادي بالحب والتسامح واحترام الغير وعدم أذي أحد. وآن الآوان أن نتفاعل جيداً ونطبق ما نؤمن به. ونحن لايجب أن نكون أقل تحضراً واحتراماً في المدرجات من جماهير أوروبا. وعيب ألا نكون صورة جيدة عن مصرنا بعد أن صرنا شعباً حراً قام بثورة تنادي بالكرامة الانسانية.