كل التحية والتقدير لزميلنا المميز محمد سليم سلام مراسل المساء في رفح والعريش.. ليس فقط بسبب دعوته علي صفحات جريدتنا إلي عودة سيارة الشيخ الشهيد أحمد ياسين قائد المجاهدين الفلسطينيين إلي غزة بعد 15 عاما من المنع والحجز في معبر رفح ولكن أيضا لدأبه وحماسه في متابعة الدعوة حتي تم الافراج عن السيارة الحبيسة وتم تسليمها إلي حركة حماس في غزة تمهيدا لتسليمها إلي نجل الشيخ. ولمن لم يقرأ الخبر في صحيفتنا أمس أذكر بما كتبه الزميل محمد سليم سلام.. ففي عام 1997 ارسلت المملكة العربية السعودية سيارة مجهزة بأحدث الامكانات للشيخ أحمد ياسين كهدية له عقب خروجه من سجن الاحتلال لكن الجانب الإسرائيلي رفض وقتها تسليم السيارة إلي الشيخ القعيد باعتباره مؤسس وقائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس".. فظلت السيارة عالقة بمعبر رفح منذ هذا التاريخ حتي أمس. ذلك ما قاله الزميل العزيز في الخبر المنشور باسمه علي الصفحة الأولي من جريدتنا أمس.. أما ما لم يقله صراحة. وليس مطلوبا منه أن يقله بالطبع لأنه مختص بالخبر دون التحليل. فهو العار الذي لحق بالنظام الفاشل الساقط ورئيسه المخلوع من جراء هذا الفعل الشائن.. وهو فعل نسب لمصر والمصريين.. ومصر والمصريون منه براء.. ولا يعرفون عنه شيئا.. ولو عرفوا لكان لهم موقف آخر. الشيخ الرمز.. المجاهد القعيد الذي لا يتحرك منذ أن اصيب بالشلل تتهلل الدنيا كلها بخروجه من المعتقل الصهيوني.. وتهدي إليه سيارة مجهزة من السعودية ليتحرك بها ولا تصل إليه السيارة عبر حدودنا الممتدة مع غزة بسبب رضوخ حكامنا لقرار إسرائيل التي ترفض أن يركب الشيخ ياسين سيارة آدمية مجهزة. أي انكفاء هذا وتخاذل وهوان!!.. وأي عار يلحق بتلك الزمرة الفاسدة العميلة التي ندرك تواطئها مع إسرائيل ضد غزة وضد حماس.. لكن لم نعرف أبدا أن الوقاحة والوضاعة وصلت بها إلي حد حرمان الرجل القعيد من سيارة مجهزة ارضاء للعدو. كان من الممكن الضغط علي إسرائيل وتصعيد القضية إلي كل المنظمات الدولية والإنسانية لو أنهم كانوا يدركون حق الأخوة وواجباتها.. وكان من الممكن تهريب السيارة.. بل مئات السيارات عبر الحدود لاخواننا الذين يستحقون من يقف بجانبهم لو أن حكامنا كان لديهم ذرة من نخوة أو من ضمير. وحتي بعد أن انسحب الفريق الإسرائيلي المشارك في إدارة معبر رفح مع الفريق الأوروبي والفلسطيني عقب الحرب بين فتح وحماس عام 2007 كان يجب أن تدخل السيارة فورا إلي غزة وتسلم فورا إلي حماس.. لكن نظامنا البائس الذي انحاز كليا ضد حماس لم يفرق بين المواقف السياسية وحق الأخوة وواجباتها. هل تذكرون كيف استشهد المجاهد البطل الذي كانت ترتعد له فرائص إسرائيل وهو الشيخ القعيد؟! لقد صوبوا إليه صاروخاً وهو خارج من المسجد علي كرسيه المتحرك بعد أن أدي صلاة الفجر مع رفاقه.. وتناثرت جثته قطعا قطعا لتطهر أرض غزة وتزرع فيها البطولة والفداء.. وسال الدم الطاهر ليروي الأرض الطيبة فتعشب أبطالا وفدائيين هم الذين يتصدون الآن للهمجية الصهيونية بصدور عارية شجاعة دون سند من جار ولا شقيق. لقد قدر الله وما شاء فعل.. والموت مقدر علينا جميعا في مواقيته المحددة.. ولكن الشيخ المجاهد كان هدفا سهلا للخسة الصهيونية الغادرة.. هدفا مكشوفا علي كرسي متحرك.. وربما لو كان في سيارة مجهزة ومحصنة لكان هدفا صعبا.. دون أن يزيد ذلك من عمره لحظة. نحن لا نغضب من أجل الشيخ.. وإنما نغضب من أجل أنفسنا ومن أجل مصر التي ابتليت بحكام لا يعرفون قدرها فجعلوا منها ألعوبة في يد الصهاينة.. فلا سامحهم الله.